هل تؤدي الحرب بين إيران وإسرائيل إلى ارتفاع أسعار السلع؟

تشهد الأوضاع بين إسرائيل وإيران تصعيدًا مستمرًا يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي، حيث إن تأثير الحرب الإيرانية الإسرائيلية على أسعار الغذاء والمواد البترولية كبير وواضح، وارتفاع أسعار النفط هو أبرز تلك التأثيرات، حيث بلغ سعر برميل النفط نحو 80 دولارًا، وهناك مخاوف من إغلاق إيران لمضيق هرمز الذي يعد أحد أهم ممرات نقل النفط في العالم، وتزداد أيضًا مشكلات الشحن البحري والتأمين على السفن.

تأثير الحرب على أسعار الغذاء

الحرب الإيرانية تؤثر بشكل ملحوظ على أسعار الغذاء العالمية، يقول الدكتور نادر نور الدين، الخبير الدولي في الغذاء والحبوب، إن الاعتماد الكبير على الوقود البترولي في الأسمدة والمبيدات يجعل أسعارها تتأثر بارتفاع النفط وقد زادت تكاليف الشحن البحري نتيجة لارتفاع أسعار الوقود مما يقود لزيادة أسعار الغذاء في الدول المستوردة، وقد ارتفعت أسعار البترول بنسبة 8% وصولًا إلى 70 دولارًا للبرميل ومع هذه الزيادة تزداد تكاليف النقل البري.

أسعار الأسمدة والمبيدات

تعتبر صناعة الأسمدة والمبيدات الزراعية من الصناعات الحيوية التي تتأثر بالأزمات العالمية خاصة الحروب، يوضح الدكتور نور الدين أن الحاجة للوقود البترولي أمر حاسم لإنتاج هذه المنتجات، كما أن التأمين على السفن العابرة لمناطق النزاع يزيد من تكاليف النقل، وتجدر الإشارة إلى أنه رغم التوتر في المنطقة فإن كلاً من إيران وإسرائيل لا تقومان بتصدير السلع الاستراتيجية الخمس مثل الحبوب والزيوت والسكر واللحوم والألبان؛ إذ تعتمد إيران على استيراد هذه السلع بما يقرب من 17 مليار دولار سنويًا، بينما تستوردها إسرائيل بكميات أقل نظرًا لقلة عدد سكانها.

الواردات والصادرات الأساسية

بالنسبة للصادرات، تصدر إيران العديد من المنتجات مثل الموالح والتفاح والتمر والرمان والزبيب والفستق بالإضافة إلى التوابل والزعفران، بينما تصدر إسرائيل الموالح والخضروات والبطاطس وبعض منتجات الألبان، تجدر الإشارة إلى أن هذه السلع تصنف ككمالية وليست من السلع الاستراتيجية الخمس التي تستهلك يوميًا، ما يجعل تأثيرها على السوق العالمي أكثر محدودية، رغم أنها تمثل جزءًا من الاقتصاد المحلي لكلا البلدين.

من الواضح أن التوترات الجيوسياسية لها تأثير مباشر على الاقتصاد والغذاء، مما يجعل الأمور معقدة لأي تحليل اقتصادي، وتعتبر هذه التوترات السياسية عاملاً مؤثرًا على الأسعار العالمية ما يستدعي مراقبة التطورات عن كثب للوصول إلى حلول مناسبة للحفاظ على استقرار الأسواق.