قطر تخطط لضخ استثمارات بقيمة 3.5 مليار دولار في مصر، فإلى أين ستتوجه هذه الأموال؟

قطر تدخل بقوة إلى السوق المصرية بخطط استثمار طموحة تمتد قيمتها إلى 3.5 مليار دولار، تتجه إلى إقامة مشروع سياحي ضخم على ساحل البحر الأبيض المتوسط، يحمل هذا المشروع أهمية اقتصادية كبيرة كونه يمثل عودة قوية للاستثمارات القطرية في مصر، حيث تنتظر الصفقة التوقيع النهائي المتوقع قبل نهاية عام 2025، وهو ما أشار إليه خبير اقتصادي موضحًا رغبة قطر القوية في العودة للسوق المصرية بعد غياب طويل، هذه الاستثمارات قد تجعل من الساحل الشمالي وجهة استثمارية رئيسية، وتساهم في تعزيز اقتصادات المنطقة عبر إنشاء مشروع عقاري جديد يمتد بين سيدي عبد الرحمن والضبعة ليكون مكملاً لمشروعات سابقة ناجحة.

المشروع السياحي القطري

يوضح الخبير الاقتصادي عادل عامر أهمية هذه الخطوة التي جاءت بعد النجاح الكبير لمشروع رأس الحكمة، يعد مشروع رأس الحكمة أحد أكبر المشاريع الاستثمارية الأجنبية، ويتعلق بتطوير منطقة سكنية واسعة تشمل فيلات وشقق ومناطق ترفيهية وتجارية، بالإضافة إلى منطقة استثمارية ومنطقة حرة تضم مراسٍ ومطارًا دوليًّا ومحطة للقطارات، يعتبر هذا المشروع نقلة نوعية في مشروعات التطوير العقاري في مصر.

فوائد الاستثمارات القطرية

الاستثمارات القطرية ليست جديدة على السوق المصرية، إذ كانت تمثل جزءًا كبيرًا من استثمارات دول الخليج في الماضي، ومن المتوقع أن يوفر المشروع الجديد سيولة دولارية ضخمة تعزز من احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي، وتشكل فرصة لإحياء الاقتصاد المحلي بما في ذلك توفير فرص عمل جديدة، الجدير بالذكر أن حجم الاستثمارات القطرية الحالية في مصر يقدر بـ 5.5 مليار دولار.

الأماكن المستهدفة للمشروع القطري

تعد منطقة الساحل الشمالي المصري واحدة من الوجهات الاستثمارية الواعدة وفقًا للتخطيط الحكومي، من المتوقع إقامة المشروع بين مناطق سيدي عبد الرحمن والضبعة، حيث تتوفر الأراضي القابلة للتطوير العقاري والزراعي، كما تحظى هذه المواقع بموقع جغرافي مميز يمكن أن يخدم أهداف المشروع، يسعى القائمون على المشروع للاستفادة من الإمكانيات الطبيعية والاقتصادية لتلك المناطق لتقديم إضافات قيمة للسوق العقاري المصري.

الآثار الاقتصادية للمشروع

يتوقع الخبراء أن يعزز المشروع القطري من موقع مصر الاستثماري كمركز رئيسي للطاقة في المنطقة، سيكون له آثار إيجابية على الاقتصاد الوطني تشمل زيادة الانتاجية وتحسين ميزان المدفوعات، كما سيساهم في خفض نسبة العجز التجاري بفضل العوائد الدولارية المتوقع تحصيلها، سترتفع الفرص الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة عبر تقديم الآلاف من فرص العمل الجديدة، وسينعكس ذلك على سعر الدولار مقابل الجنيه المصري، مضيفًا استقرارًا ماليًّا واقتصاديًّا يتماشى مع أهداف الدولة للنمو المستدام.

من خلال هذه الاستثمارات، تعزز قطر تواجدها في السوق المصرية مقدمة دفعة قوية للاقتصاد، مما يؤكد عودة الاستثمارات العربية لمستويات مرتفعة، نظرًا للفرص الاستثمارية التي يقدمها المشروع السياحي القطري بالتنسيق مع المشروعات العملاقة الأخرى مثل رأس الحكمة، فإن مصر قد تشهد ازدهارًا اقتصاديًّا يمتد لسنوات قادمة.