«انهيار مفاجئ» الذهب مستمر في التراجع بعد تثبيت الفائدة الفيدرالية

تواجه أسعار الذهب عالميًا ضغوطًا متزايدة بعد قرار “الفيدرالي” بتثبيت الفائدة، حيث يواصل الذهب التراجع تحت تأثير الارتفاع العام في قيمة الدولار وانخفاض احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية قريبًا، ما شجع الإقبال على المخاطرة ودفع المستثمرين لإنشاء مراكز قصيرة الأمد للاستفادة من التقلبات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط مؤخرًا.

سعر أونصة الذهب عالميًا

سجلت أونصة الذهب عالمياً انخفاضًا بنسبة 0.6%، حيث تراجعت الأونصة إلى أدنى مستوياتها خلال الأسبوع مسجلة 3340 دولارًا بعد افتتاح التداولات عند 3369 دولارًا للأونصة، وتداولت حاليًا حول 3349 دولارًا. وتشير بيانات “جولد بيليون” إلى أن الذهب يتجه لتسجيل انخفاض أسبوعي بنسبة 2.4%، مما يعكس عدم استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط، ما يؤثر على شهية المستثمرين لتداول الذهب كمخزون للقيمة.

خسائر الذهب عالميًا

تعززت خسائر الذهب بعد أن أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب يعتزم اتخاذ قرار بشأن تدخل الولايات المتحدة المحتمل في الصراع الجوي بين إيران وإسرائيل خلال الأسبوعين المقبلين، ما زاد من الضغط على إيران وحفز الإقبال على المخاطرة. كذلك جدد ترامب مطالبته للبنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة بنحو 2.5 نقطة مئوية، رغم أن الفيدرالي حافظ على استقرار الفائدة في اجتماعه الأخير وترك توقعات بانخفاضها مرتين هذا العام بمقدار ربع نقطة.

تأثير ارتفاع الدولار على أسعار الذهب

من المتوقع أن يشهد الدولار الأمريكي أكبر ارتفاع أسبوعي له، الأمر الذي يزيد من تكلفة الذهب على حاملي العملات الأخرى نظرًا للعلاقة العكسية بين الذهب والدولار. هذا الاتجاه الصعودي للدولار يقلل جاذبية الذهب كأصل للجذب الاستثماري، وبالتالي يدفع السعر للتراجع في ظل تقلبات السوق المتزايدة.

الطلب على الذهب المادي

شهد الطلب على الذهب المادي تحسنًا ملحوظًا، حيث أعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب للأسبوع الرابع على التوالي، حيث زادت التدفقات في الأسبوع المنتهي في 13 يونيو بمقدار 21.7 طن، وهو أعلى مستوى للتدفقات منذ ستة أسابيع.

العوامل المؤثرة على أسواق الذهب

تشير المعطيات الحالية إلى أن أسواق الذهب قد تستمر في التذبذب مع التأثر بالعوامل الاقتصادية والجيوسياسية المتداخلة، وهو ما قد يعيد تشكيل استراتيجيات الاستثمار وبناء التحوط لدى المستثمرين طوال الفترة المقبلة، حيث سيظل الذهب محوراً أساسياً للتداول في ظل التحديات القائمة والفرص المحتملة.