«قرار مرتقب» الذهب يتراجع وماذا سيفعل الفيدرالي الأمريكي؟

تراجعت أسعار الذهب بشكل طفيف في الأسابيع الأخيرة مع تأرجح جلسات التداول، ويُعزى ذلك إلى الترقب الذي يسيطر على المستثمرين بانتظار إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن سياسته النقدية المقررة. لا يزال الصراع المستمر بين إسرائيل وإيران من عوامل القلق الإضافية التي تثير تحديد اتجاه السوق، وتؤثر على قرارات المستثمرين، خصوصًا مع تراجع أسعار الذهب الفورية بنسبة 0.08% لتصل إلى 3386.63 دولار للأوقية، بالإضافة إلى انخفاض العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 0.2% لتسجل 3399.30 دولار.

تأثيرات التوترات في الشرق الأوسط على أسعار الذهب

مع ارتفاع حدة التوترات في الشرق الأوسط، تزداد الضغوط على الأسواق المالية العالمية. يشير محللو “ANZ” إلى أن زيادة المخاطر في المنطقة دفعت المستثمرين إلى الحذر، خاصة أن بيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة، مثل مبيعات التجزئة والإسكان والإنتاج الصناعي، تدعم التوقعات بقيام الفيدرالي الأمريكي بتخفيض أسعار الفائدة قريبًا. يأتي ذلك في وقت تشهد فيه المنطقة إطلاق صواريخ بين إيران وإسرائيل، مما يزيد من تعقيد الأوضاع السياسية والاقتصادية.

المشهد الاقتصادي الأمريكي والتحديثات الأخيرة

تظهر البيانات الأمريكية أن تراجع مبيعات التجزئة قد تجاوز التوقعات في مايو، متأثرًا بتراجع عمليات شراء السيارات كنتيجة مباشرة للتخوف من ارتفاع الأسعار نتيجة الرسوم الجمركية المحتملة. تتجه الأنظار الآن إلى لجنة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لمعرفة قراراتها بشأن تثبيت أسعار الفائدة، في ظل تحديث التوقعات الاقتصادية والسياسات النقدية الرئيسية.

توقعات بارتفاع أسعار الذهب مستقبلًا

وفقًا لتقديرات “جولدمان ساكس”، من المتوقع أن تساهم عمليات الشراء المستمرة للبنوك المركزية وزيادة حيازات صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب، في رفع أسعار الذهب لتصل إلى 3700 دولار للأوقية بنهاية عام 2025، و4000 دولار بحلول منتصف عام 2026. ويشير التقرير إلى أن ارتفاع حيازات “SPDR Gold Trust”، أكبر صندوق مؤشرات مدعوم بالذهب، بنسبة 0.43% إلى 945.94 طن سورية، يدعم هذا التوجه المستقبلي.

حالة أسواق المعادن الأخرى

تشهد الأسواق الأخرى للمعادن الثمينة تغيرات متباينة، حيث تراجع سعر الفضة في السوق الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 37.14 دولار للأوقية. بينما شهد البلاديوم والبلاتين ارتفاعات، حيث صعد البلاديوم بنسبة 0.2% إلى 1054.30 دولار، وارتفع البلاتين بنسبة 0.7% ليسجل 1270.88 دولار.

يستمر الذهب في التأرجح وسط ضغوط السوق المتقلبة والتوترات السياسية العالمية، حيث يمثل الذهب عادةً ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات الاضطراب الاقتصادي أو الجيوسياسي. يتخذ المتداولون قراراتهم بناءً على التحولات الاقتصادية والسياسية، حيث تلعب العوامل العديدة، مثل قرارات الفيدرالي الأمريكي والصراعات الإقليمية وتأثيرات الاقتصاد العالمي، دورًا حاسمًا في تحديد اتجاهات السوق وأسعار الذهب والمعادن الأخرى.