وكالة الطاقة الدولية تتوقع استمرار ازدياد الطلب العالمي على النفط حتى نهاية العقد الجاري

يتضاعف الطلب العالمي على النفط باستمرار على الرغم من توقع وصوله إلى ذروته في الصين بحلول عام 2027. أعلنت وكالة الطاقة الدولية، الثلاثاء، أنها تتوقع استمرار نمو الطلب على النفط حتى نهاية العقد الراهن، مشيرة إلى أن البنزين الأرخص واستخدام السيارات الكهربائية بشكل محدود في الولايات المتحدة يدعمان استمرار الاعتماد على النفط. تشهد الأسواق العالمية للنفط حالة من التباين في توقعاتها للمستقبل. وكالة الطاقة الدولية تتمسك برؤيتها بأن التسارع في الطلب على النفط قد يرتفع ليصل إلى أقصى حد له ويبدأ في الهبوط بعد ذلك، بينما ترى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الاستهلاك على أنه مستمر في الارتفاع وليس متوقعاً له أن يتباطأ في أي وقت قريب. الجدير بالذكر أن هذه الرؤى المتباينة لها تأثير كبير على توجيه السياسات الاقتصادية الدولية.

توقعات الطاقة الدولية بشأن الطلب على النفط

وكما جاء في تقرير وكالة الطاقة الدولية، فإن الطلب على النفط من المتوقع أن يصل إلى 105.6 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2029، ثم يستقر تدريجيًا مع مرور الوقت، قد تستمر الطاقة الإنتاجية لآبار النفط حول العالم في الازدياد، حيث أنها من المنتظر أن تبلغ 114.7 مليون برميل يوميًا في العام 2030.

ومن الجدير بالذكر، أنه على الرغم من هذه التوقعات الإيجابية نسبيًا، إلا أن المخاطر الجيوسياسية تظل عنصرا محوريًا في تحديد توجهات الأسعار، على سبيل المثال، الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران ساهم بالفعل في رفع أسعار النفط بشكل ملحوظ بنسبة 5٪، مما جعلها تتجاوز 74 دولارًا للبرميل في الآونة الأخيرة.

التحديات الجيوسياسية والتأثير على السوق

رغم التوقعات المشيرة إلى وفرة الإمدادات من النفط حتى عام 2030، إلا أن التغيرات الجيوسياسية قد تقلب الموازين، الأمر الذي أبرزه المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، حيث أكد أن الأسواق النفطية تبدو مجهزة للقدرة على تلبية الطلب في السنوات المقبلة، لكن المخاطر الجيوسياسية، مثل تلك المتمثلة في الصراع بين أطراف دولية، قد تضع إمدادات النفط في خطر. هناك العديد من العوامل التي تدعو إلى الحذر في استقراء تطورات هذا السوق، حيث قد تؤدي الصراعات أو الاضطرابات غير المتوقعة إلى تغييرات كبيرة وسريعة في الأسعار.

الاقتصاد الصيني والطلب على النفط

وبعيدًا عن الوضع الجيوسياسي، تلعب الصين، التي تعتبر من أبرز مستوردي النفط عالمياً، دورًا كبيرًا في صياغة التوجهات المستقبلية لسوق النفط. تواجه الصين تحديات اقتصادية متعددة تعوق استمرار ارتفاع الطلب على النفط، بما في ذلك التحول الكبير نحو السيارات الكهربائية واعتماد وسائل النقل الحديث على الطاقة النظيفة. وكما أشارت وكالة الطاقة الدولية، فإن اقتصاد الصين شهد بالفعل تباطؤًا ملحوظًا في نمو الطلب على النفط، مع وجود تحول كبير نحو اعتماد السيارات الكهربائية وأنواع جديدة من وسائل النقل مثل السكك الحديدية والشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي.

العوامل التأثيرات
تباين التوقعات يوجه السياسات الاقتصادية
التغيرات الجيوسياسية زيادة الأسعار والاضطرابات
الاقتصاد الصيني تحول نحو الطاقة البديلة

هذا الواقع يعكس المدى الذي قد يؤثر به الاقتصاد الصيني على السوق العالمي للنفط، على الرغم من استمرار وقوفه كأحد اللاعبين الرئيسيين، فإنه من المرجح أن يشهد السوق العالمي تحولات أبرزها ارتفاع معدلات اعتماد الطاقة المتجددة وكفاءة استهلاك الموارد الطاقية.