«تغيرات سريعة» الأسواق العالمية تتأثر بتوترات الشرق الأوسط والذهب يسجل ارتفاعًا

تشهد الأسواق العالمية تقلبات شديدة في الفترة الحالية بسبب التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يجعل المستثمرين يشعرون بالقلق تجاه التطورات التي لا تقتصر على الحدود الجغرافية للدول المتأثرة بشكل مباشر، بل تمتد لتحدث اضطرابات في أسعار النفط والغاز والذهب، وتسبب تقلبات في قيمة الدولار، إضافة إلى تأثيرها على الثقة في الأسواق العالمية، حيث يلاحظ أن صناعة النفط والغاز تتعرض لتقلبات ملحوظة خاصة بعد ارتفاع أسعار النفط بنسبة 7% في وقت سابق، مما أثر على العقود الآجلة لكل من خام برنت وغرب تكساس الوسيط.

أسعار النفط والغاز وتأثير التوترات الجيوسياسية

سجلت أسعار النفط العالمية تقلبات كبيرة في ضوء النزاعات العسكرية الأخيرة، حيث شهدت الأسواق ارتفاع أسعار العقود الآجلة لكل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بشكل ملحوظ ثم تراجعت عن بعض مكاسبها، ووفقًا لآخر البيانات، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 21 سنتًا لتصل إلى 74.02 دولار للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 14 سنتًا لتسجل 72.77 دولار، وتُعتبر هذه التقلبات مؤشرا على تأثير التوترات الجيوسياسية على سوق النفط العالمي، مما يجعل المستثمرين يشعرون بضرورة اتخاذ قرارات حذرة في هذا السياق.

قفزة أسعار الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا

وفي الأسواق الأخرى، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا بنسبة 1.5–1.7% عقب العمليات العسكرية الإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط، حيث وصل سعر الذهب إلى ما بين 3,430 و3,446 دولار للأونصة قبل أن يتراجع قليلاً بعد جني المتداولين للأرباح، ووفقًا لكيلفن وونغ، كبير المحللين في ‹أواندا›، فإن هذه الزيادة في الأسعار تعكس ارتفاع علاوة المخاطر السياسية، وهو ما يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن، وإذا استمرت هذه التصعيدات دون حلول، فإن خبراء الاقتصاد يتوقعون استمرار ارتفاع أسعار الذهب لتصل إلى ما بين 3,500 و3,700 دولار بحلول نهاية العام.

تراجع قيمة الدولار وتأثير التوترات الجيوسياسية

أما بالنسبة للعملات العالمية، فرغم الضغوط التي يشعر بها الاقتصاد الأمريكي، لم يظهر الدولار الأمريكي كملاذ آمن معتاد في الأزمات تمامًا، حيث لا يزال مؤشر الدولار DXY يتداول عند مستويات منخفضة تتراوح بين 97.8 و98.0، وهو أدنى مستوى بلغه منذ منتصف 2022، وتراجُع هذه العملة يظهر فقدان الدولار بعض جاذبيته لصالح الذهب في هذه الأوقات، مما يدعو البنوك المركزية بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى اتخاذ مواقف أكثر حذرًا.

مرونة الأسواق المالية العالمية

رغم الضبابية الموجودة، أظهرت أسواق المال مثل بورصة طوكيو في اليابان علامات مرونة، حيث شهدت تحسنًا في المؤشرات وسط التفاؤل بقدرة القوى الكبرى على احتواء الصراع في الشرق الأوسط؛ إذ أن المستثمرين ينظرون إلى تلك التوترات على أنها فرص، مما ساهم في ارتفاع المؤشرات هناك رغم القلق العام وظروف السوق المتقلبة.