«تساؤلات مهمة» الذهب ولماذا يقل تفاعله مع الأزمات الجيوسياسية الحالية

محمد صلاح، رئيس التشغيل في شركة سبائك، قدم تحليلاً مثيرًا حول الكلمة المفتاحية “أسعار الذهب” وكيفية تفاعلها مع التوترات الجيوسياسية الحالية، موضحًا أن استجابة السوق مُتغيرة تمامًا مقارنةً بالأحداث التاريخية، إذ تتأثر الذهب والفضة بالأزمات بشكل مختلف هذه الأيام، مما يجعل التركيز على الأسعار الحالية أمرًا مهما. فقد شهد الذهب ارتفاعًا بجلسة الجمعة الماضية بزيادة نحو 2% فقط، وهذا يُعد تفاعلًا ضعيفًا مقارنةً مع استجابة الأزمات التاريخية الكبرى مثل الغزو السوفيتي لأفغانستان في 1979 وضربات العراق لإيران في الثمانينات.

تفاعل أسعار الذهب مع التوترات

أوضح صلاح لقناة الشرق بلومبرج أن استجابة أسعار الذهب للتوترات الجيوسياسية الحالية ضعيفة نوعًا ما، إذ ارتفعت بنحو 2% فقط في الجلسة الفائتة رغم أحداث الشرق الأوسط الكبيرة. يُذكر أنه خلال الأحداث التاريخية مثل الغزو الروسي لأوكرانيا، ارتفع الذهب بأكثر من 8% في البداية؛ إلا أن استجابة السوق الحالية كانت أقل مما كان متوقعًا. يُعزى ذلك إلى تعدد البدائل الآمنة في الوقت الحالي، ما أدى إلى كسر الحصرية التقليدية للذهب كملاذ آمن.

الذهب والملاذات الآمنة

التحليل أشار إلى أن الملاذات الآمنة أصبحت أكثر تنوعًا ومرونة، حيث شهدت أسعار العملات مثل الدولار تحركات عديدة، بالإضافة إلى الكتابات المتباينة حول التضخم، مما أثر على طبيعة الطلب على الذهب وعزز من تباين استجاباته. ومن جهة أخرى، سجلت أسعار النفط زيادات تصل إلى 13% في بعض الجلسات، في حين حقق الذهب مكاسب بلغة 50 دولارًا فقط، وهذا يعكس، وفقًا لصلاح، أن الذهب لم يتجاوب بنفس القوة التي اعتاد أن يظهرها في مثل هذه المواقف.

الفضة: حركة بطيئة ووعد بالنمو

فيما يخص الفضة، بين صلاح أن تحرك الفضة بطيء بعض الشيء ولكنه واعد، إذ عادةً ما تتبع الفضة أسعار الذهب في استجابتها للتقلبات العالمية وإن كانت بوتيرة متأخرة. الفرق بين سعر الذهب وسعر الفضة وصل إلى مستويات غير اعتيادية، تجاوزت الـ 100، وكانت تلك الفروقات قد حدثت سابقًا في الحرب العالمية الثانية وفي أزمة 1991 وكذلك أزمة كورونا، ما يزيد من احتمالية ارتفاعات كبيرة في أسعار الفضة في المستقبل.

كما أضاف صلاح أن 60% من الطلب العالمي على الفضة يعود إلى استخدامها الصناعي في قطاعات مثل الاقتصاد الأخضر والذكاء الاصطناعي، ما يعزز استمرار نمو الطلب على هذه السلعة، خاصة بعد عودة استقرار الأسواق. لاحظ أيضًا أن استمرار الاتجاهات الجيوسياسية وتأثيرات التضخم العالمي يشكل عوامل مؤثرة تدعم تطور أسعار الذهب والفضة، لتصبح محل اهتمام كبير للمستثمرين وصانعي السياسات الاقتصادية.