«استثمار آمن» الذهب الآن فرصة ذهبية أم مخاطرة تحتاج لتفكير؟

تشهد الأسواق العالمية في الفترة الحالية تقلبات ملحوظة خصوصًا في أسعار الذهب نتيجة الأوضاع السياسية المتوترة بين إسرائيل وإيران، ما جعل العديد من المستثمرين يتجهون نحو الذهب كملاذ آمن، ومع ذلك تنصح الخبيرة الاقتصادية منى مصطفى بتوخي الحذر قبل اتخاذ قرارات استثمارية تتعلق بالذهب، وذلك نظرًا لعدم استقرار الأوضاع في السوق العالمي، مما يتطلب التفكير الجيد قبل الشراء أو البيع.

تأثير تصاعد الأوضاع الدولية على الذهب

تعزو الخبيرة منى مصطفى ارتفاع أسعار الذهب بنسبة تجاوزت 2% إلى التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، وتشير إلى أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى وصول أسعار الذهب إلى 3600-3680 دولارًا خلال الأسابيع المقبلة، إلا أن الذهب رغم مكانته كملاذ آمن ليس الخيار الأمثل للشراء الفردي حاليًا، فالتغيير السريع في السوق يجعل من الصعب اتخاذ قرارات فورية للشراء أو البيع دون دراسة دقيقة للوضع الحالي، ويتوجب متابعة الأحداث العالمية لتحديد الأوقات المناسبة للاستثمار في الذهب.

أسعار النفط والغاز وتأثيرها الحالي على الأوضاع الاقتصادية

شهدت أسعار النفط والغاز ارتفاعات واضحة نتيجة للاضطرابات في المنطقة، حيث سجل خام برنت مستوى 78.5 دولار لأول مرة منذ الصراع الروسي الأوكراني في 2022، بالإضافة إلى التوترات بين الولايات المتحدة والصين وإغلاق بعض حقول الغاز في البحر المتوسط، مما يزيد من المخاوف بشأن استقرار ممرات النقل الكبيرة مثل مضيق هرمز والبحر الأحمر، لذا يجب على المستثمرين مراقبة هذه التحركات بعناية لأنها قد تؤثر بشكل فعال على القرارات الاستثمارية القائمة والمستقبلية.

نصائح للمستثمرين في ظل الأوضاع الحالية

تقدم الخبيرة مصطفى عدة نصائح للمستثمرين في اقتصادات الخليج، حيث تستفيد هذه الدول من ارتفاع أسعار النفط ولكنها مهددة بخروج الاستثمارات الأجنبية نتيجة للخلافات الحالية، لذا، تُوصَى المستثمرين بالبحث عن أصول أكثر استقرارًا مثل السندات أو النقد لضمان حماية رأس المال، وفيما يلي بعض النصائح التي يجب أخذها بعين الاعتبار:

• متابعة الأخبار العالمية لفهم مدى تأثيرها على السوق المحلي والعالمي؛
• تقييم الأصول الحالية وفهم تأثير التغيرات السريعة عليها؛
• الاستشارة مع خبراء ماليين قبل اتخاذ قرارات استثمارية جديدة.

من الواضح أن الأوضاع الراهنة تتطلب من المستثمرين التركيز على التحليل المالي والتجنب للقرارات العشوائية، فالضغوط والمخاوف الاقتصادية العالمية تفرض الحاجة إلى تنظيم مستمر لكل أنواع الاستثمارات، كما يوصى بالبحث الدائم عن البدائل المناسبة وجهوزيتها للاعتماد عند الحاجة، وهو الأمر الذي سيسهم في الحفاظ على رأس المال وتنويع محفظة الاستثمار بشكل فعال، للتمكن من مواجهة أي تقلبات مستقبلية بنجاح.