بورصات الغرب تتأرجح مع أصداء الشرق.. الذهب يتألق والدولار يتراجع

شهدت الأسواق المالية العالمية تقلبات حادة في الأسبوع الأخير، حيث تأثرت بتصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، مما نتج عنه ارتفاع ملحوظ في أسعار الذهب والسلع الأساسية وتراجع في قيمة الدولار الأمريكي. الذهب، كالمعتاد في مثل هذه الظروف، كان الملاذ الآمن للمستثمرين، فاستمر في اللمعان بينما شهد الدولار الأمريكي تراجعاً أمام العملات العالمية الأخرى.

الذهب والاستقرار في الأسواق

ارتفع سعر الذهب ليصل إلى أعلى مستوياته متجاوزًا 3400 دولار للأونصة، نتيجة لزيادة الطلب عليه كملاذ آمن، في ظل تراجع الثقة في الأسواق العالمية. تعتبر هذه الزيادة في سعر الذهب مؤشرًا واضحًا على القلق الذي يساور المستثمرين نتيجة للمناخ الجيوسياسي المتوتر الذي شمل أحداثاً مثل الهجوم الإسرائيلي على مواقع إيرانية. هذا الحدث أدى إلى تغيرات جذرية في استراتيجيات الاستثمار، حيث يبحث المستثمرون دائماً عن الأمان في أوقات عدم اليقين المالي.

أسعار النفط وتأثير التوترات الجيوسياسية

شهدت أسعار النفط زيادة تقدر بنحو 25% خلال الشهر الأخير، حيث وصل خام برنت إلى حدود 75 دولارًا للبرميل. التأثير الكبير لارتفاع النفط كان نتيجة مباشرة للتصعيد الجيوسياسي في الشرق الأوسط. توقعات نقص العرض والعمل على استغلال التوتر بين الشرق والغرب دفعت الأسعار للارتفاع، بينما ظلت الأسواق تتجاهل البيانات الطفيفة مثل ارتفاع المخزونات الأمريكية أو زيادة عدد طلبات إعانة البطالة.

الأداء الاقتصادي للدولار الأمريكي

تراجع الدولار الأمريكي بحدة أمام اليورو، حيث تجاوز اليورو حاجز 1.15 لأول مرة منذ عام 2021. هذا التراجع يعيد فتح الجدل حول فرضية الابتسامة التي تفترض أن قوة الدولار تتراوح بين النمو الاقتصادي والركود. سجل مؤشر الدولار أيضًا أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، مما يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي على مستوى العالم، خاصة مع تحذيرات خبراء الاقتصاد من التحولات المحتملة في الربع الأخير من العام.

تغيرات في السياسات النقدية الأمريكية

شهدت البيانات الاقتصادية الأمريكية مؤخرًا تغيرات كبيرة عندما أظهرت بيانات التضخم لشهر مايو انخفاضًا غير متوقع، مما دفع الأسواق إلى توقع خفض مزدوج في الفائدة بحلول عام 2025. في الوقت ذاته، تحسنت ثقة المستهلكين الأمريكية بشكل ملحوظ، وهو ما أعطى دفعة للأسواق التجارية، وإن كان الأداء في نهاية الأسبوع لم يكن على المستوى المرجو حيث أنهت البورصات الأمريكية بتسجيل خسائر خفيفة بعد تحقيق مكاسب متقطعة.

المؤشر القيمة
سعر الذهب 3400 دولار للأونصة
سعر خام برنت 75 دولارًا للبرميل
مؤشر الدولار 98 نقطة

تمثل هذه الأحداث انعكاسًا واضحًا لكيفية تأثر الأسواق بالتوترات الجيوسياسية والسياسات الاقتصادية المتغيرة، حيث يبقى الذهب الملاذ الآمن في الوجهة الاستثمارية للكثيرين، في حين يستمر الجدل حول أداء العملات والنفط في ظل الظروف الراهنة.