المؤلف الشهير لـ«الأب الغني والأب الفقير» يكشف أسرار الأنظمة المالية وكيفية حماية أموالك من «السرقة المقننة»

روبرت كيوساكي، المعروف بكتابه “الأب الغني والأب الفقير”، أطلق تصريحات مثيرة للجدل مؤخرًا حول “السرقة المقننة” في الأنظمة المالية، هو يرى أن الأنظمة المالية قد تتحمل مسؤولية كبيرة في تآكل المدخرات وتدمير الثروات، حيث يعتقد بأن التوسع النقدي وطباعة الأموال مجرد حيل قد تؤدي إلى تهالك قيمة الأموال الورقية، ومن هنا يأتي الموضوع الأكثر حيوية وهو كيفية حماية الأصول والثروات وسط هذه التحديات الكبرى.

كن بنك نفسك

يتساءل الكثيرون الآن عن كيفية تطبيق استراتيجية “كن بنك نفسك”، التي يشير إليها كيوساكي، حيث يشجع على تبني نهج يتضمن الأصول الرقمية والملموسة بدلًا من الاعتماد على النقود الورقية، ويشدد على أهمية الاستثمار في الذهب والفضة والبيتكوين باعتبارها الخطوات الأولى نحو الإنقاذ من الانهيارات المالية المتوقعة، ويرى أن هذه الأصول تمتلك الطابع اللامركزي الذي يُمكن الأفراد من الابتعاد عن التقلبات الاقتصادية العالمية، ويدعو الأفراد إلى تبني هذه الطريقة لتفادي المسار المتضخم الحالي.

أزمة ثقة في النظام المالي

ما يجعل كلمات كيوساكي تستحق الاهتمام هو سعيه لتسليط الضوء على “نظرية التحول الرابع”، التي تقترح بأن المجتمعات تمر بدورات تغييرية كل ثمانين عامًا، وأكد أن المجتمع حاليًا يمر بمرحلة مشابهة لتلك التي أطاحت بالعديد من الأنظمة في الماضي، مثل الثورة الأمريكية والكساد الكبير والحرب الأهلية الأمريكية؛ كما أشار إلى انحسار الثقة في النظام المالي العالمي، معتبرًا أن العمليات المالية التقليدية أصبحت غير ذات جدوى.

دعوة للهروب نحو الأصول الحقيقية

ركز كيوساكي في دعواته على الاعتماد على الأصول الحقيقية مثل الذهب والفضة والبيتكوين، معتقدًا أن هذه الأصول تُشكل ملاذًا آمنًا من الاضطرابات المالية المحتملة، فالهجرة نحو الأنظمة غير التقليدية لمحاولة حماية الاستثمارات والادخار هي ما ينصح به كيوساكي بشدة، فالأفراد بحاجة إلى إيجاد بدائل تمكنهم من حماية أموالهم من التضخم المستمر وارتفاع الضرائب، التي يمكن أن تحدث نتيجة تحولات اقتصادية غير متوقعة.

إشارة إلى التحول إلى العملات الرقمية

بين كيوساكي في تصريحاته ولاءه للبيتكوين، واصفًا إياها بالعُملة التي قد تبلغ قيمتها في المستقبل أرقامًا قياسية وصلت إلى 350 ألف دولار، إنها ليست مجرد تكهنات بل جزء من خطته الاستثمارية للتحوط، يؤكد كيوساكي أن العملات الرقمية تشكل خيارًا واقعيًا للهروب من السيطرة المالية التقليدية، وهو ما يجب أن يكون محورًا للاستراتيجيات المالية المستدامة، كما يُشير إلى أهمية العملات الرقمية بإعتبارها خيارًا آمنًا وسط توترات النظام المالي العالمي الحالي.

التحديات أمام النظام المالي التقليدي

تشتد الحاجة لتغيير المفاهيم السائدة حول التعاملات النقدية في ظل الضغوط العالمية على النظام المالي التقليدي، حيث يدعو كيوساكي إلى مراجعة جدوى استمرار الأنظمة النقدية الورقية؛ ويشير إلى أن الكثير من الأفراد والمؤسسات باتوا يدركون هشاشة هذه الأنظمة التقليدية، مما يجعل إيجاد خيارات مالية مبتكرة ومرنة للخروج من هذا الواقع الاقتصادي أمرًا ضروريًا، وقد يصبح الاعتماد على التكنولوجيا المالية والعملات الرقمية أحد المسارات الواعده لإيجاد بدائل مالية مبتكرة.