«تحركات أمريكية» ارتفاع أسعار الذهب والنفط بفعل الموقف المتصاعد ضد إيران

تواصل أسعار الذهب في السوق العالمية ارتفاعها، حيث قفز بشكل ملحوظ في الساعات الأخيرة نتيجة للاضطرابات الجيوسياسية المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط، مما أشعل القلق حول احتمالات المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، إضافة إلى المؤشرات الاقتصادية الأمريكية التي تشير إلى احتمال تخفيض أسعار الفائدة، كل هذه العوامل أدت إلى تصاعد الاهتمام بأسواق المعادن وخاصة الذهب، الذي يتمتع بنفس الوقت بسمعة “الملاذ الآمن” في الأوقات المضطربة.

ارتفاع الذهب وتأثيره

أسعار الذهب شهدت ارتفاعًا حادًا حيث وصل السعر في المعاملات الفورية إلى 3364.10 دولار للأوقية، بينما قفزت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 1.2% إلى 3384.40 دولار، هذا جعل المستثمرين يتجهون نحو الذهب برغبة غير مسبوقة في ظل التصريحات النارية للسياسيين، والتي تزيد من القلق العالمي، حيث تصاعدت الأوضاع بعد إعلان الرئيس الأمريكي أن الشرق الأوسط “قد يكون مكانًا خطيرًا”، مما يشير إلى احتمالات نزاع مباشر مع إيران، كما نشرت الأرقام الرسمية الأمريكية زيادة مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.1% في مايو، وهذا الإرتفاع الكبير أثر بدوره على توقعات المستثمرين بخصوص قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقبلة تجاه سعر الفائدة.

أسعار النفط وتأثير الجيوسياسة

الأزمة السياسية لم تؤثر فقط على أسعار الذهب، بل أيضًا على أسواق النفط، حيث شهد خام برنت زيادات ملحوظة بنسبة 0.2% ليصل إلى 69.92 دولار للبرميل، بينما حقق خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي زيادة بنسبة 0.3% ليبلغ 68.37 دولار، هذه الزيادة تأتي بعد مكاسب فاقت 4% في يوم واحد، وهي ما تؤكد إلى حد كبير أثر توتر العلاقات بين واشنطن وطهران، مما قد يؤثر على تدفق النفط من المنطقة بشكل كبير، خصوصًا مع التقارير التي تشير إلى استعدادات أمريكية لإخلاء بعض سفاراتها في المنطقة.

العوامل الاقتصادية العالمية

رغم التوترات الجيوسياسية، فإن التفاؤل النسبي حول محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين أعطى المزيد من الدعم لأسواق النفط، حيث تشير التوقعات إلى أن اتفاقًا تجاريًا محتملًا قد يعزز الطلب على الطاقة عالميًا بين أكبر اقتصادين؛ إلى جانب ذلك، شهدت المعادن الأخرى تحركات مختلفة، حيث ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 0.3% لتصل إلى 36.32 دولار للأوقية، في الوقت الذي صعد فيه البلاتين بنسبة 0.8% ليبلغ 1265.32 دولار، في المقابل، شهد البلاديوم تراجعاً بنسبة 1% ليصل إلى 1069.65 دولار.

• ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بنسبة 0.1% في مايو.
• توقعات بانخفاض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
• الاهتمام المتزايد بالذهب كملاذ آمن في أوقات التوتر.
• التفاؤل بمفاوضات التجارة الأمريكية الصينية وتأثيرها الإيجابي على الأسعار.

بالتالي، يبقى الذهب في مقدمة اهتمامات الأسواق كما يساعد على حفظ استقرارها الوقت الحاضر ومع ذلك فإن التطورات الجيوسياسية والاقتصادية تظل المحرك الرئيسي لسعره حيث تمثل الظروف العالمية الحالية تحديًا مستمرًا للمستثمرين في تحديد وجهة استثماراتهم.