استطلاع رأي خبير روسي يكشف العوامل وراء قفزة الروبل بنسبة 40%

يشهد الروبل الروسي ارتفاعًا حادًا تجاوز 40% في ظل ظروف اقتصادية معقدة، وهو تطور يُعتبر غير متوقّع في ضوء العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، حسبما أوضح ديميتري بريجع مدير وحدة الدراسات الروسية، ويشير بريجع إلى أن الروبل الروسي تحوّل إلى واحدة من أكثر العملات أداءً في الاقتصاد العالمي في الفترة الأخيرة، مما يثير تساؤلات حول العوامل التي ساهمت في هذا الإنجاز اللافت حيث يبرز تأثير السياسات الاقتصادية الروسية في هذا السياق.

السياسات النقدية للروبل

السياسات النقدية للبنك المركزي الروسي تمثل أحد العوامل الأساسية في ارتفاع الروبل، فقد قام البنك برفع أسعار الفائدة إلى مستويات غير مسبوقة لتصل إلى 17% في عام 2014 و20% مؤخرًا، هذه السياسات ساعدت في كبح التضخم وزادت من جاذبية الروبل للمستثمرين، مما أدى إلى زيادة الطلب عليه في الأسواق المحلية والعالمية، هذه السياسة ارتكزت على هدف جذب رؤوس الأموال وحماية العملة الوطنية من التذبذبات الاقتصادية.

الطلب العالمي على النفط والغاز بالروبل

القرار الروسي بفرض دفع أثمان الغاز والنفط بالروبل عبر بنك غازبروم، خصوصا من الدول المصنفة بأنها غير صديقة، لعب دورًا محوريًا في زيادة الطلب على الروبل، تعتمد الدول الكبرى مثل الهند والصين بشكل كبير على الطاقة الروسية، ومع السياسات الجديدة التي فرضتها روسيا، أصبح الطلب على الروبل متزايدًا لدفع مستحقات الطاقة، الأمر الذي أثر بشكل كبير في تعزيز قيمة العملة الروسية.

تنمية الصناعات المحلية الروسية

استثمارات روسيا في تنمية الصناعات المحلية، خصوصًا في المناطق التي كانت مهمشة مثل كورسك وسيبيريا، ساهمت في تقليل الاعتماد على الواردات الأجنبية، وقدمت بدائل محلية للتعامل مع نقص المنتجات، كما ساهم ذلك في تعزيز الاقتصاد المحلي واستيعابه للصدمات الخارجية نتيجة انسحاب بعض الشركات الغربية من السوق الروسي.

التعاون الاقتصادي عبر بريكس

لعبت منصة البريكس دورًا هامًا في تعزيز الأوضاع الاقتصادية لروسيا وسط التحديات الدولية، قمة 2024 التي عُقدت في مدينة قازان كانت مؤشرًا على التعاون المتزايد بين الدول الأعضاء، مما وفر مزيدًا من الدعم الاقتصادي والسياسي لروسيا في ظل بيئة اقتصادية متعددة الأقطاب.

الاقتصاد الروسي أظهر مرونة ملحوظة في تكيّف استراتيجياته الاقتصادية رغم الضغوطات، منذ عام 2014 وما تبع ضم القرم، تميزت تلك الفترة بقدرة روسيا على إدارة صدمات السوق عبر سياسات متقدمة للبنك المركزي، بقيادة إلفيرا نابيولينا، إضافة إلى مساهمة القطاع الخاص في تحسين الأداء الاقتصادي إجمالًا، انعكست هذه الجهود في الأداء المستقر والإيجابي للروبل في ظل ظروف اقتصادية وسياسية لا يُستهان بها.

العوامل الرئيسية القيمة
السياسات النقدية رفع أسعار الفائدة
الطلب العالمي الغاز والنفط بالروبل
تنمية محلية استثمار في الصناعات المحلية
التعاون الاقتصادي منصة بريكس