«اكتشف الآن» فضل يوم عرفة وأهمية هذا اليوم في مناسك الحج

يعد يوم عرفة من أهم أيام شهر ذي الحجة ويعتبر من الأوقات المشهودة في مناسك الحج، ففيه يقوم الحجاج بالوقوف بعرفة، وهو الركن الأعظم من أركان الحج، مما يجعل من لم يقف في هذا الموضع في الوقت المحدد كمن لم يؤدي الحج، يبدأ وقت الوقوف الشرعي بعرفة من فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، ويستمر حتى طلوع فجر يوم النحر، وهو الأول من أيام عيد الأضحى.

أهمية الوقوف بعرفة في مناسك الحج

يوضح الشيخ علي فخر أن الوقوف بعرفة هو ركن أساسي لأداء مناسك الحج بشكل صحيح، يبدأ هذا الوقوف بعد زوال شمس يوم التاسع من ذي الحجة، أي بعد الظهر، ويستوجب أن يُجمع في الوقوف بين الليل والنهار، فإن وقف ولو للحظة في هذا الوقت، فقد أدى الركن المخصص بمناسك الحج، ويعتبر هذا الجمع شرطًا لتحقيق التمام والكمال في أداء فريضة الحج.

شروط وتوجيهات الوقوف بعرفة

أكد جمهور العلماء أن الوقوف بعرفة قبل الزوال لا يعتد به في مناسك الحج، فيما ذهب الحنابلة إلى صحة الحج لمن وقف قبل الظهر وغادر بعد الفجر، إنما عليه دم كفارة الواجبات الفائتة، واستدلوا بحديث الصحابي عروة بن مضرس، حيث وضّح الحديث أن الوقوف في أي وقت من يوم عرفة أو ليله يعتبر كافيًا، وبهذا يمكن للحاج الجمع بين العبادات والأركان والفرائض بشكل متناسق.

الوقوف بعرفة بعد الظهر والمغادرة

يقضي غياب الحاج بعرفة قبل غروب الشمس وفقًا لجمهور العلماء بصحة حِجه، لكن بعض المذاهب كرأي الحنفية والحنابلة يشترطون عليه دفع دم، لعدم تمام الجمع بين الليل والنهار، وبهذا يعتبر الحج مستحقًا للدم كوسيلة تعويضية للجزء المفقود من العبادة، بينما يرى الشافعية أن الجمع بين الليل والنهار في الوقوف بعرفة مستحب، وهو الأمر الذي يجعل من الحاج يتمعب باليسر في أداء مناسك حجه.

نتائج الوقوف بعرفة ليلًا فقط

من ناحية أخرى، فإن الوقوف بعرفة ليلًا دون إدراك النهار يعد صحيحًا، لكن بعض المذاهب المالكية تجتهد بضرورة الدم ليتحقق التمام في أداء هذا الركن، حيث يعتبرون الدم وسيلة لتدارك من لم يوفق بجزء من النهار، إلا إذا كان هناك عذراً شرعياً كضيق الوقت أو الزحام الذي يعذر الحاج ويمنع عنه الإثم، وبهذه الأحكام يتضح حرص الشريعة الإسلامية على تسهيل أداء العبادات بدون العنت والمشقة.