انخفاض أسعار النفط بسبب ضغوط “أوبك+” والقلق من التوترات التجارية

تتأرجح أسعار النفط حاليًا وسط ضغوط من تحالف “أوبك+” والتوترات التجارية العالمية، مما يثير قلق المستثمرين حول مستقبل الاقتصاد العالمي، رغم التحديات التي تواجهها الإمدادات الكندية جراء الحرائق، التي أسهمت في تقليل انخفاض الأسعار، وتعد أسعار النفط الحالية مؤشرًا هامًا على التحديات الاقتصادية الراهنة التي تؤثر على السوق العالمي وتعرض الاستقرار المستقبلي للنفط للخطر.

أسعار النفط والاضطرابات العالمية

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت لتصل إلى 65.40 دولارًا للبرميل وتراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 63.16 دولارًا للبرميل، هذه التراجعات جاءت بعد ارتفاع أسعار النفط بنسبة 2% يوم الثلاثاء، إذ سجلت أعلى مستوى لها في أسبوعين مدعومةً بمخاوف تعطل الإمدادات بسبب حرائق الغابات في كندا والقلق من رفض إيران مقترحًا أمريكيًا يتعلق بالاتفاق النووي، مما يبقي العقوبات على صادراتها النفطية قائمة، وصرح تسويوشي أوينو، كبير الاقتصاديين في معهد أبحاث NLI، بأن سوق النفط يواجه صعوبة في الحفاظ على المكاسب بسبب التأثيرات المتوقعة من تحالف “أوبك+”، مما يضغط على السوق بفعل عمليات جني الأرباح وعدم وضوح مستقبل الاقتصاد العالمي.

العوامل المؤثرة على سوق النفط

التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين ازداد مجددًا مع توقعات باتصال قريب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، وذلك بعد اتهام ترامب لبكين بعدم الالتزام بتفاهمات تتعلق بالتعريفات الجمركية، كما خفضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) توقعاتها للنمو العالمي، مشيرةً إلى تداعيات الحرب التجارية على الاقتصاد الأمريكي، ورغم التحسن المؤقت في الأوضاع الجوية في كندا، حذر محللو ING من احتمال عودة الطقس الجاف والدافئ مما قد يعطل الإنتاج ويؤثر على أسعار النفط.

تحليل الإمدادات والتأثيرات الاقتصادية

وفقًا لمحللين في SEB، فإن قرابة 350 ألف برميل يوميًا من الإنتاج الكندي قد تأثرت حتى الآن، مما يمثل أكثر من ثلاثة أرباع الزيادة المخططة من قبل “أوبك+” في يوليو المقبل، وهذا يزيد من تعقيد معادلة العرض والطلب في السوق، إذ تعد تقلبات إنتاج النفط الكندي عاملًا رئيسيًا يؤثر على أسعار النفط العالمية ويعد مؤشرًا للمخاطر التي قد تواجه الصناعات المرتبطة بالنفط في المستقبل.

وسط هذه التحديات الاقتصادية وانعكاساتها على السوق، يبدو المستقبل ضبابيًا بعض الشيء بالنسبة لسوق النفط، وهذا يزيد من أهمية متابعة التطورات لحظة بلحظة وفهم الأثر الذي ستتركه على الاقتصاد العالمي وعلى استراتيجية التعافي من الضغوط العالمية.