«لحظة مؤثرة» الحجاج على جبل عرفات يرددون لبيك اللهم لبيك بخشوع تام

الحجاج على جبل عرفات يلبون النداء، في مشهد إيماني عظيم يتجدد كل عام، حيث تتجمع جموع الحجاج من كل أنحاء العالم على صعيد جبل عرفات في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ليرددوا بصوت واحد ومشاعر خاشعة “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك”، في هذا اليوم المبارك الذي يُعتبر الركن الأعظم من أركان الحج، يتحقق معنى الخضوع لله وتجتمع الدعوات والأمنيات في هذه اللحظات العظيمة.

الحجاج على جبل عرفات يلبون النداء بإيمان وتواضع

يعد مشهد الحجاج وهم يقفون على جبل عرفات واحدًا من أبرز المظاهر الإيمانية التي تجسد المساواة بين الجميع أمام الله، إذ يخلع الحجاج حُلل الدنيا ويرتدون إحرامهم، دون فرق بين جنس أو لون أو مكانة اجتماعية، فتبدو الصورة مليئة بالخشوع والعبودية لله الذي لا شريك له، يأتي الحجاج حاملين أمانيهم، يلتمسون رحمة الله ومغفرته، ويعبرون عن أعظم معاني التجرد حينما يهتفون بصوت واحد لتلبية نداء ربهم.

أجواء عرفات: الدعاء والخشوع في أرقى صوره

في ذلك اليوم المبارك، عندما تشرق شمس اليوم التاسع من ذي الحجة، ينطلق الحجاج بالدعاء والذكر منذ ساعات الصباح الباكر، فتملأ كلمات التهليل والتكبر أرجاء المكان، ويعم الصمت والخشوع بين الجموع، وفي مسجد نمرة تُلقى خطبة عرفة التي تتناول مقاصد الدين الحنيف وتحث المسلمين على التمسك بتقوى الله واتباع سبيل التراحم والوحدة، بعد انتهاء الخطبة، يؤدي المسلمون هناك صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا اقتداءً بالنبي الكريم، ثم يواصل الحجاج رفع أكف الدعاء والضراعة حتى غروب الشمس، مستشعرين عظمة المناسبة.

يوم الرحمة والعتق من النار على جبل عرفات

يوم عرفة هو يوم مخصص للرحمة الإلهية؛ ففي هذا اليوم يتطلع الحجاج والمقيمون إلى العفو والمغفرة، إنه اليوم الذي تتضاعف فيه الأعمال وتتطهر فيه القلوب وتُرفع الدعوات بقوة، حيث أشارت تعاليم النبي الكريم إلى أن الوقوف بعرفات يرتبط بالعتق من النار، مع غروب شمس هذا اليوم يرحل الحجاج في طمأنينة إلى مزدلفة، وقد شعروا بالرضى والسكينة بعد وقوفهم أمام رب العالمين، مشهد يغمره الإيمان ويعكس عمق التأثير الروحي ليوم عرفة.

أهمية جبل عرفات في رحلة الحج

جبل عرفات يلعب دورًا مركزيًا في مناسك الحج، حيث يمثل الوقوف عليه أحد أركان الحج الأساسية التي لا يتم الحج بدونها، لهذا يتزاحم الحجاج على هذا المشهد الإيماني ليظهروا بين يدي خالقهم متجردين من كافة مظاهر الدنيا، مستعدين لغفران الذنوب وبدء حياة جديدة تحمل صفحة بيضاء من الأعمال الصالحة، يوم عرفة هو أيضًا يوم تجتمع في طياته دعوات ملايين النفوس مع رغبتهم الخالصة في التقرب إلى الله، لهذا يبقى جبل عرفات نقطة التحول الروحي لكل حاج يقف عليه.