«ارتفاع الذهب» أسعار المعدن الأصفر تواصل الصعود بفعل الأزمات العالمية

يشهد الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في أسعاره بفعل التوترات الجيوسياسية وتزايد القلق بشأن الأوضاع التجارية العالمية، مع تزايد الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل تصاعد الاضطرابات الدولية، حيث سجل الذهب ارتفاعًا بنسبة 0.8% اليوم في الأسواق الآسيوية، ويُعزى ذلك إلى الهجوم الأوكراني بالطائرات المسيرة الذي استهدف العمق الروسي، بالتزامن مع تكثيف روسيا من عملياتها العسكرية ضد أوكرانيا، مما عزز من الإقبال على الذهب كملاذ للتحوط.

التوترات الجيوسياسية وأثرها على أسعار الذهب

التوترات الجيوسياسية تعد عاملاً رئيسيًا خلف ارتفاع أسعار الذهب، حيث تؤدي النزاعات مثل الصراعات المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا إلى تعزيز الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب، وقد ازدادت المخاوف مع شن روسيا لأحد أطول هجماتها العسكرية ضد أوكرانيا والتي سبقت مباحثات سلام مقررة، في حين أدى تزايد حالة التوتر بين الدول الكبرى إلى جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين، مما رفع من قيمته في السوق العالمية.

التوترات التجارية تعزز جاذبية الذهب

على صعيد التوترات التجارية، ساهم تمسك الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب بالسياسات الحمائية في زيادة التوترات الاقتصادية، حيث أعلن ترامب عن مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم، ما دفع الشركاء التجاريين مثل كندا للتلويح بإجراءات انتقامية، كما تُشير تصريحات ترامب التي تتهم الصين بالتراجع عن اتفاقات تجارية سابقة، إلى تهديد واضح لاستقرار النظام التجاري العالمي، وهو ما أدى لارتفاع أسعار الذهب بفعل زيادة المخاوف المستقبلية بشأن الاقتصاد العالمي.

الذهب كملاذ آمن للتحوط

ما يزال الذهب يحتفظ بجاذبيته كملاذ آمن للتحوط ضد التضخم، حيث تؤكد التقارير الاقتصادية عدم تأثر استقرار الذهب على المدى البعيد رغم تراجعه الطفيف السابق، ويعتبر الكثيرون أن وضعه المحوري في الاستثمارات طويلة الأجل لا يتغير، فقد ارتفعت أسعار الذهب الفورية إلى 3315 دولارًا للأونصة مع توقعات باستمرار ارتفاعه مع الشكوك المتعلقة بأسواق المال والسياسات النقدية، كما ارتفعت أيضاً أسعار الفضة على النحو ذاته، ما يعكس تأثير الذهب كمؤشر رئيسي للتحوط في السوق الدولية.

توقعات السوق ومستقبل أسعار الذهب

تستعد الأسواق العالمية لتلقي حزمة من مؤشرات سوق العمل الأمريكية، التي تمثل نقطة فاصلة في توجيه السياسة النقدية، مما قد يضيف مزيدًا من التغييرات في أسعار الذهب، وتشير البيانات إلى بقاء الذهب قريبًا من مستوياته المرتفعة على الرغم من تقلبات السوق، إذ أن المعدن الأصفر قد سجل مستويات قياسية في أبريل عند 3500 دولار للأونصة، بينما دعم الأداء الحالي للمعدن هذه التوقعات المتفائلة باستمرار صعوده مدفوعًا بتزايد الطلب العالمي على الأصول الآمنة.

جدول أسعار المعادن وأسواق الذهب