«قفزة مفاجئة» الذهب يرتفع بأكثر من 2% وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية

انخفض الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له في 6 أسابيع، مما أشعل ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الذهب تخطت به حاجز 3,300 دولار للأونصة مرة أخرى، وقد جاء هذا الارتفاع المدفوع بالمخاوف التجارية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، حيث أصبح المعدن النفيس ملاذًا آمنًا يشهد إقبالاً كبيرًا خلال أوقات التوترات العالمية، بينما تتجه الأنظار نحو تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول”.

الدولار الأمريكي يهبط رغم الآمال الاقتصادية

شهد الدولار الأمريكي تراجعًا بنسبة 0.7%، وفقًا لمؤشر الدولار الذي سجل أدنى مستوى له عند 98.68 نقطة، مما يعكس خسائر واسعة النطاق أمام العملات الرئيسية، هذا التراجع يأتي نتيجة لتجدد المخاوف بشأن ركود اقتصادي محتمل في السوق الأمريكية، ومن المعروف أن انخفاض الدولار يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين حول العالم، حيث يسعى التجار إلى استغلال هذه الفرصة نظرًا للارتباط بين قوة الدولار والسبائك الذهبية.

أسعار الذهب تسجل قفزة مؤثرة

تمكنت أسعار الذهب من تحقيق ارتفاع بنسبة 2.1% عند تداولها عند مستوى 3,359.08 دولار للأونصة، وذلك من مستوى افتتاح تداولاتها عند 3,289.24 دولار، ما يشير إلى زخم قوي في السوق، وقد جاء هذا التعافي بعد خسائر متتالية نهاية الأسبوع الماضي التي بلغت 0.9% بسبب الأداء الإيجابي السابق للدولار، ومع التوقعات باستمرار هذا الاتجاه، أصبح الذهب يشكل خيارًا مفضلًا في سياق الأزمات الجيوسياسية والتجارية المتصاعدة.

تصاعد التوترات التجارية وتأثيرها على الذهب

ردت الصين مجددًا على اتهامات الولايات المتحدة بانتهاك اتفاق جنيف التجاري، بينما فرضت واشنطن قيودًا مشددة على صادرات التكنولوجيا إلى الصين، كما تدهورت العلاقات التجارية بين القوتين بعد نقاش قصير في سويسرا أدى إلى تعليق الرسوم الجمركية لفترة موقتة، ومع فرض إدارة ترامب رسومًا جديدة على واردات الصلب والألمنيوم، زادت المخاوف بشأن تضرر الاقتصاد العالمي؛ ما أدى إلى تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن وسط هذه الاضطرابات.

الفائدة الأمريكية بين التوقعات والقرارات

أظهرت بيانات “فيد ووتش” احتمالية الإبقاء على أسعار الفائدة الأمريكية دون تغيير بنسبة 98% في اجتماعات يونيو، في حين تراجعت احتمالات خفضها إلى 2% فقط، أما بالنسبة لاجتماعات يوليو، فتشير التقديرات إلى وجود فرصة بنسبة 24% لتخفيضها بمقدار 25 نقطة أساس، في حين أن الاحتفاظ بالفائدة كما هي ما زال يتمتع بنسبة احتمال تبلغ 76%، هذا التوجه يعكس قلقًا واضحًا من تأثير السياسات التجارية على حالة الاقتصاد المحلي وأسواق العملات.

إشارات من الاحتياطي الفيدرالي وموقف الذهب

من المنتظر أن يلقي “جيروم باول” رئيس الاحتياطي الفيدرالي كلمة توضح آفاق السياسة النقدية وأثر التوترات التجارية على الاقتصاد الأمريكي، حيث تراقب الأسواق أي تغيرات قد تدعم الذهب أو تزيد من تقلبات الأسواق المالية، بناءً على هذه التصريحات، سيستمر المستثمرون في إعادة تقييم مراكزهم التجارية للتكيف مع توجهات السوق الحالية.

موقف صناديق المؤشرات من الذهب

ظل حجم حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust ثابتًا عند 930.20 طن متري، وهو أعلى مستوى منذ 13 مايو الجاري، ما يؤكد استمرار الثقة في الذهب كخيار رئيسي للتحوط، هذا الثبات يعكس استراتيجية ثابتة من المستثمرين الذين يهدفون إلى الحماية من مخاطر الاقتصاد العالمي والتحولات التجارية.

الذهب بين التوقعات الفنية والمستقبلية

يشير الخبراء إلى أن الذهب يحاول التحرر من الضغط الهبوطي مع استمرار ارتفاع التوترات التجارية، مما يدعم تحركاته الإيجابية خلال الفترة الحالية، وتتطلع الأسواق إلى بيانات اقتصادية جديدة يمكن أن ترسم ملامح أوضح لما يمكن أن يشهده الذهب في الأسابيع المقبلة.