«عودة قوية» الذهب يجذب المستثمرين مع تصاعد الأزمات الجيوسياسية

يُعتبر الذهب من أبرز الأدوات الاستثمارية طويلة الأجل التي تستقطب المستثمرين كوسيلة للادخار الآمن والتحوط، خاصة مع الظروف الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية العالمية، حيث إنه يلعب دوراً محورياً في حماية الثروات من تقلبات السوق، ورغم الأداء الضعيف الذي سجله الذهب مؤخراً إلا أنه ما زال يحتفظ بجاذبيته كملاذ آمن، وقد لاحظ المحللون أن الأحداث الجيوسياسية المستمرة تدفع المستثمرين للعودة إلى الاستثمار في هذا المعدن الثمين.

الذهب والاستقرار الجيوسياسي

الأزمات الجيوسياسية تواجه تصعيداً مستمراً في عدة مناطق حول العالم مما يؤثر بشكل كبير على مسارات التجارة وإمدادات الطاقة، الحرب الروسية الأوكرانية وما تبعها من زيادة التوترات في منطقة البحر الأحمر وجهت المزيد من المخاوف نحو اضطرابات اقتصادية محتملة، هذه الأوضاع تعزز الإقبال على الذهب كخيار آمن، حيث أن المستثمرين يميلون إلى الانتقال نحو استثمارات مستقرة في أوقات عدم الاستقرار، ويمثل الذهب واحداً من أهم هذه الاستثمارات.

توقعات أسواق الذهب والأسعار العالمية

تشهد الأسواق ترقباً بشأن بيانات الوظائف الأمريكية ولا سيما تقرير الوظائف غير الزراعية، بالإضافة إلى مؤشرات قطاعي التصنيع والخدمات، وقرارات الفائدة المرتقبة من بنك كندا والبنك المركزي الأوروبي، هذه البيانات لها تأثير مباشر على توقعات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وبالتالي على تحركات أسعار الذهب بالنظر إلى أن السياسات النقدية هي عنصر رئيسي يؤثر على قوة الدولار وتوجهات السوق.

تأثير سياسات الدولار على أسعار الذهب

شهد الذهب انخفاضاً ملحوظاً في قيمته خلال الفترة الأخيرة ليغلق عند مستوى 3289 دولاراً للأونصة؛ وسبب ذلك يأتي من قوة الدولار الأمريكي الذي شهد ارتفاعاً مقابل العملات الأخرى، إلى جانب المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي أعادت التوتر عبر تفعيل الرسوم الجمركية الملغاة سابقاً، تعززت هذه الضغوط مع تصريحات رسمية من الإدارة الأمريكية تشير إلى استمرار النهج التشديدي الذي يؤثر بشكل واضح على استقرار الأسواق العالمية، مما يلقي بظلاله على أسعار هذا المعدن النفيس.

استقرار الذهب في الأسواق المحلية

على الصعيد المحلي في الكويت، استقر سعر الذهب بصورة معقولة، حيث سجل جرام الذهب عيار 24 سعراً بلغ 32.520 دينار كويتي، بينما وصل سعر جرام الذهب عيار 22 إلى نحو 29.810 دينار، ولم يكن هذا الثبات غريباً في ظل التوترات العالمية وسعي المستثمرين الدائم إلى تأمين مدخراتهم، وتجدر الإشارة إلى أن سعر كيلو الفضة قد بلغ 377 ديناراً كويتياً، ما يعكس إقبالاً محدوداً على المعادن الأخرى بالمقارنة مع الذهب.

أداء الذهب ومستقبل التداول

تحرك الذهب ضمن نطاق ضيق خلال الأسبوع بين 3250 و3365 دولاراً للأونصة، وشهد بعض موجات البيع وخاصة في منتصف الأسبوع مع محاولات تعاف طفيفة لاحقاً، التوقعات المستقبلية لبقاء الذهب عند حدود ثابتة تعتمد بشكل كبير على القرارات الاقتصادية والسياسية التي قد تشكل منصة دعم للمعدن الأصفر، لذا فإن متابعة مؤشر الاحتياطي الفيدرالي وتقديرات النمو الاقتصادي الأمريكي أمر بالغ الأهمية لتحقيق رؤية واضحة حول الاتجاه المستقبلي لسوق الذهب.