«لغز ارتفاع الذهب» لماذا تستمر الأسعار بالصعود رغم التهدئة بين أمريكا والصين؟

شهدت أسعار الذهب العالمية تعافيًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم بعد أن واجهت تراجعًا كبيرًا في الجلسات السابقة، وذلك بسبب الإجراءات الأخيرة التي خفضت الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين. يأتي هذا التحسن الحذر في وقت تترقب فيه الأسواق صدور بيانات التضخم الأمريكية، لما لها من تأثير مباشر على قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة ومستقبل الدولار مقابل الذهب.

أسعار الذهب وتأثرها ببيانات التضخم الأمريكية

تشهد الأسواق العالمية حالة ترقب لبيانات التضخم في الولايات المتحدة، حيث ستحدد هذه البيانات مسار الدولار وبالتالي أسعار الذهب. ارتفاع التضخم يؤدي عادة إلى انخفاض قيمة الدولار، مما يزيد الطلب على الذهب كملاذ آمن؛ بينما يساعد استقرار مؤشر أسعار المستهلكين على تهدئة السوق نسبياً. وقد أظهرت البيانات الأخيرة إمكانية استمرار سياسة تشديد البنك الفيدرالي بوتيرة أبطأ، مما يمنح الذهب فرصة استرداد بعض خسائره.
من جهة أخرى، انخفض الطلب على الذهب المادي خلال الأسبوع الماضي بسبب خروج صافي التدفقات من الصناديق الاستثمارية المدعومة، وتحديداً في أوروبا وأمريكا الشمالية. وفقًا لجولد بيليون، تعافت أونصة الذهب ووصلت إلى مستوى 3253 دولاراً بعد أن سجلت انخفاضًا حادًا إلى 3207 دولار خلال الأمس. يرجع هذا الارتفاع إلى عمليات الشراء الاستراتيجية التي قام بها المستثمرون، مستغلين هبوط الأسعار للتداول بأسعار منخفضة.

أسعار الذهب في مصر والعوامل المؤثرة

أما على الصعيد المحلي، شهدت أسعار الذهب في مصر حركة إيجابية معتدلة اليوم، وعلى رأسها الذهب عيار 21 الذي استقر عند مستوى 4625 جنيهًا للجرام بعد أن أغلق أمس فوق مستوى 4600 جنيه. ترتبط الأسعار المحلية بسعر أونصة الذهب العالمي نتيجة لتراجع تأثير تقلبات سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في المرحلة الحالية. ومع ذلك، يُظهر السوق المحلي زخمًا ضعيفًا نسبيًا في الصعود بالرغم من استقراره عند مستويات أعلى مقارنة ببداية الأسبوع.

توقعات أسعار الذهب المستقبلية

فيما يخص توقعات أسعار الذهب، فإن حركة السوق تعتمد بشكل أساسي على مسار التضخم الأمريكي وسياسات البنك الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. تشير التوقعات إلى إمكانية خفض ضئيل في الفائدة خلال العام الجاري، مما يوفر دعمًا مؤقتًا للذهب. وعلى المدى القريب، يُنتظر أن تستمر تقلبات الذهب تحت تأثير أخبار التضخم العالمية والتحولات في العلاقة التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى.
تعافي أسعار الذهب العالمي والمحلي في الفترة الأخيرة يعكس حجم الترابط بين الأحداث الاقتصادية العالمية وقرار التعامل مع الذهب كملاذ آمن، في ظل القلق العام من انخفاض استقرار العملات نتيجة للتطورات السياسية والاقتصادية المتغيرة.