«كارثة محتملة».. صحفي يمني يحذر من تداعيات صمت الجبهات المتواصل

في ظل الجمود العسكري الذي يطغى على المشهد اليمني، تتزايد المخاوف من مستقبل البلاد مع ظهور مؤشرات على إعادة ترتيب الأولويات الدولية تجاه الأزمة. الصحفي اليمني توفيق الشرعبي أطلق تحذيرات صارمة حول عواقب بقاء الأوضاع الحالية دون تغيير، حيث أشار إلى أن المليشيا الحوثية قد تحصل على اعتراف أمريكي كقوة أمر واقع إن لم تتغير المعادلة العسكرية والسياسية على الأرض.

تحليل صمت الجبهات اليمنية وتأثيره الاستراتيجي

صمت الجبهات في اليمن يعد مؤشراً خطيراً على احتمال ارتكان القوى الدولية للتهدئة على حساب الشرعية الوطنية. يقترح الصحفي توفيق الشرعبي أن استمرار هذا التوازن الهش قد يؤدي إلى منح الشرعية للمليشيا الحوثية، مدعياً أن هذا السيناريو يتم تسويقه كخيار واقعي من قبل واشنطن. وفقاً لتحليل الشرعبي، فإن الجمود الحالي يوفر بيئة مثالية لإعادة ترتيب التحالفات الدولية، مما قد ينتج عنه تحركات دبلوماسية تدفع باتجاه إعادة تأهيل الحوثيين دولياً كطرف شرعي، ما يشكل تهديداً مباشرًا لسيادة اليمن وجيرانها.

الدور الأمريكي بين القصف والمحادثات الدبلوماسية

يمكن وصف الدور الأمريكي في الملفات الإقليمية الحالية بالمزدوج، إذ تواصل واشنطن عملياتها الجوية ضد الحوثيين، بينما تبدو تحركاتها الدبلوماسية مُبهَمة وتفتقر للوضوح. يرى مراقبون أن الإدارة الأمريكية قد تفضل تهدئة الصراع لصالح أولوياتها الاستراتيجية الأوسع في المنطقة، وهو ما يثير قلقاً متزايداً لدى الحكومة الشرعية والقوى الإقليمية. يعتقد الشرعبي أن إهمال التحركات العسكرية وترك الحوثيين يصمدون قد يمنح الإدارة الأمريكية حافزاً للاعتراف بالمليشيا كطرف أقوى، خصوصاً مع عجز الجهود العسكرية عن تحقيق تقدم ملموس على الأرض.

التحذيرات ودعوة عاجلة للتحرك العسكري والسياسي

تحذير الصحفي توفيق الشرعبي يركز على ضرورة الإسراع في إعادة تنشيط الجبهات العسكرية، مؤكداً أن تأخير التحرك يعني خسارة فرصة ذهبية لتقليم أظافر المليشيا الحوثية وإعادة صياغة المشهد. يرى خبراء أن الوضع الحالي يعكس احتمال ظهور تسوية تصب في مصلحة المليشيا على حساب الحكومة الشرعية، ما يفرض تحدياً كبيراً أمام القوى الوطنية لإعادة تنظيم صفوفها ومواجهة هذا السيناريو. التصعيد السياسي والعسكري ضد الحوثيين أصبح ضرورة لاستعادة المبادرة وترسيخ الركائز الوطنية بعيداً عن أي حلول تُكرِّس سياسة الأمر الواقع التي قد تنهي حلم الشعب اليمني بالاستقرار واستعادة سيادة دولته.

بناءً على هذه المعطيات، فإن صمت الجبهات يمثل أكبر خطر يهدد مستقبل اليمن السياسي والعسكري، ويستوجب تحركاً حاسماً من جميع الأطراف المعنية، لإفشال أي خطط دولية أو إقليمية تهدف إلى خلق واقع جديد يتجاهل مطالب الشعب اليمني في وطن موحد وآمن ومستقر.