الذهب يرتفع فوق 3335 دولاراً مع استمرار الإقبال القوي على الشراء

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا بنسبة تفوق 1% خلال تعاملات الخميس، لتصل إلى مستويات جذبت انتباه المستثمرين الباحثين عن ملاذات آمنة. جاء هذا الصعود بعد انخفاض حاد في الجلسة السابقة نتيجة تفاؤل بخصوص النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، حيث ارتفع الذهب في المعاملات الفورية والعقود الأمريكية الآجلة بشكل ملحوظ مما يعزز موقع المعدن الأصفر في مواجهة تقلبات الأسواق العالمية.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب عالميًا

تعد أسعار الذهب مرآة لتحولات الساحة الاقتصادية العالمية، حيث ارتفعت الأسعار نتيجة عوامل عدة من أبرزها التوترات الجيوسياسية التي تجعل المستثمرين حول العالم يلجؤون لتخزين أموالهم في هذا المعدن النفيس. أضاف تحليل صادر عن خبراء الاقتصاد أن تراجع الدولار الأمريكي بنسبة 0.3% مقابل العملات الرئيسية الأخرى قد ساهم في تعزيز جاذبية الذهب لحاملي العملات الأجنبية. كما أن المخاوف بشأن الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين لعبت دورًا بارزًا في تحديد مسار الأسعار، حيث أكد مسؤولون على استمرار المفاوضات مع تقليل احتمالية لخفض الرسوم المفروضة دون اتفاق مشترك.

تحليل أسعار الذهب والمعادن النفيسة

أوضح محللون أن تقلب أسعار الذهب مدعوم بالمؤشرات الفنية والتوقعات الاقتصادية. في الأيام الأخيرة، شهد الذهب أعلى مستوياته التاريخية عند 3500 دولار للأوقية، إلا أنه عاد للهبوط تحت مستوى 3300 دولار نتيجة تقلبات السوق. إضافة إلى الذهب، انخفضت أيضًا أسعار المعادن النفيسة الأخرى مثل الفضة بنسبة 0.6% إلى 33.33 دولار للأوقية، وكذلك البلاتين والبلاديوم اللذان تراجعا بنسب أقل. ويخضع السوق في الوقت الراهن لعملية توازن بين استمرار العوامل الجيوسياسية والمخاطر المالية العالمية.

مستقبل الذهب وتأثير السياسات العالمية

من المتوقع أن يظل الذهب ضمن قائمة الأولويات للمستثمرين خلال الفترات المقبلة بفضل سمعته كملاذ آمن، خصوصًا مع استمرار الغموض في المفاوضات التجارية الأمريكية الصينية وتصاعد التوترات الاقتصادية التي تفرض رسومًا إضافية على التجارة العالمية. كما أن ضعف الدولار قد يدعم استمرار ارتفاع الأسعار، مما يزيد فرص تحقيق مكاسب طويلة الأجل للمستثمرين. فيما يسعى بعض المستثمرين لاستغلال انخفاضات مؤقتة في الأسعار للشراء عند مستويات أفضل.

يمكن القول بأن تقلبات أسعار الذهب ستعتمد في الأساس على تأثيرات الأسواق العالمية ووضع الدولار الأمريكي والسياسات الاقتصادية المستقبلية. يبقى الذهب خيارًا قويًا، خاصة في ظل استمرار الضبابية الجيوسياسية وضغوط السوق المفتوحة، مما يعزز توجه المستثمرين نحوه كحل دفاعي.