خسائر كيمانول السعودية 2024 تتفاقم نتيجة ارتفاع التكلفة وفشل الاستحواذات!

شركة “كيمانول السعودية” تحتل عناوين الأخبار مجددًا بعد الإعلان عن خسائر مالية كبيرة خلال عام 2024، حيث بلغت صافي خسائرها 272.3 مليون ريال سعودي، بزيادة تصل إلى 53% مقارنة بالعام السابق. هذه الخسائر تعكس التحديات الاقتصادية التي تواجهها الشركة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وشطب قيم شهرة استحواذات فاشلة، مما يلقي الضوء على ضغوط السوق وتداعياتها على قطاع البتروكيماويات في المملكة.

شطب الشهرة وارتفاع التكاليف في كيمانول السعودية

كشفت شركة “كيمانول السعودية” عن تفاصيل مهمة وراء خسائرها المرتفعة، وأبرزها شطب كامل قيمة الشهرة المتعلقة بشركتي “كيماويات الدار” و”العالمية للصناعات الكيمائية”، واللتين استحوذت عليهما الشركة في عام 2023. بلغت القيمة الإجمالية لهذا الشطب نحو 127 مليون ريال، نتيجة الأداء المالي المتواضع لهاتين الشركتين وغياب توقعات بتحقيق تدفقات نقدية مستقبلية.

إضافة إلى ذلك، ارتفعت أسعار الميثان – المادة الخام الرئيسية المستخدمة في عمليات الإنتاج – ما أدى لتضخم التكاليف التشغيلية. ومع انخفاض أسعار بيع المنتجات الأساسية للشركة، لم تحقق الزيادة بنسبة 13% في حجم المبيعات الفوائد المرجوة. ونتيجة لذلك، تراجعت إيرادات “كيمانول” بنسبة 2.4%، لتصل إلى 710.5 مليون ريال سعودي.

صعوبات الاستحواذ وتأثيرها على كيمانول السعودية

تمثل استحواذات “كيمانول” في عام 2023 نقطة تحول أثرت بشكل كبير على نتائجها. حيث استحوذت الشركة على حصة 80% في “العالمية للصناعات الكيمائية” مقابل 80 مليون ريال، و84% في “كيماويات الدار” بقيمة 46.2 مليون ريال. وقد اُعتبر هذا الاستثمار خطوة استراتيجية لتعزيز مكانتها في السوق، لكنه جاء بنتائج عكسية، حيث أثبتت الشركتان المستحوذ عليهما أنهما عبء مالي بدلاً من إضافة قيمة.

وفي ضوء هذه الملابسات، قررت الشركة إعادة تقييم استثماراتها في الشركتين كجزء من خطة تصحيحية تهدف إلى تقليل الخسائر المستقبلية وتعزيز الاستدامة المالية.

استمرارية كيمانول السعودية المالية على المحك

أبرزت تقارير الشركة وجود أزمة سيولة، حيث تجاوزت المطلوبات المتداولة قيمة الأصول المتداولة بـ168.5 مليون ريال. كما أشارت إلى حالة من عدم اليقين بشأن استمرارية عملياتها في المستقبل. وبينما تسعى “كيمانول” لإصدار حقوق أسهم جديدة في 2025 لتعزيز رأس المال، تعكف الشركة على إعادة هيكلة بعض التسهيلات التمويلية للحد من هذه الضغوط المالية.

على الرغم من هذه التحديات، تبقى كيمانول واحدة من اللاعبين الرئيسيين في قطاع البتروكيماويات السعودي، ولكن عليها الآن إثبات قدرتها على التأقلم وإيجاد حلول للمضي قدمًا في ظل التغيرات المستمرة في السوق.