علي بابا تقدم نموذجاً ذكياً جديداً يعمل بكفاءة عالية على الهواتف

كشفت شركة “علي بابا” الصينية عن نموذجها الثوري الجديد للذكاء الاصطناعي “Qwen2.5-Omni-7B”، الذي يتميز بقدرته على معالجة النصوص والصور والمقاطع الصوتية والفيديوهات، مع تقديم استجابات صوتية ونصية فورية. يُعد هذا النموذج إضافة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط، حيث يتمتع بمرونة عالية تمكنه من العمل بكفاءة حتى على الأجهزة المحمولة، ما يفتح آفاقاً جديدة لتطبيقات ذكية منخفضة التكلفة تسهل الحياة اليومية للمستخدمين.

قدرات نموذج Qwen2.5-Omni-7B متعددة الوسائط

يجمع نموذج “Qwen2.5-Omni-7B” بين تقنيات متقدمة تتيح التعامل مع الوسائط المتعددة، بفضل بنيته المبتكرة المسماة “Thinker-Talker”، التي تعمل على تحليل النصوص والصور والأصوات والفيديوهات وإنشاء استجابات لحظية. يقدم النموذج تفاعلاً سلساً وواقعياً بفضل تقنيات مثل “TMRoPE”، التي تحسّن مزامنة المحتوى بين الصوت والصورة، مما يعزز تجربة المستخدم بشكل كبير.

ومن الأمثلة البارزة على استخداماته، مساعدة الأشخاص المكفوفين عبر تقديم أوصاف صوتية لما تراه كاميرا هواتفهم، مما يسهل تنقلهم وفهم محيطهم. كما يدعم النموذج تطبيقات الترجمة الآنية، بالإضافة إلى استجابة دقيقة لأسئلة المستخدم بناءً على العالم المحيط به، بالاعتماد على الكاميرا لجمع البيانات.

إمكانات تقنية متقدمة وأداء استثنائي

أظهر نموذج “Qwen2.5-Omni-7B” أداءً متميزاً في اختبارات متعددة الوسائط مُقارنة بنماذج مماثلة مثل “Qwen2-Audio” و”Qwen2.5-VL-7B”. يتميز بإمكاناته الفائقة في تقديم إجابات بصوت طبيعي، مما يضفي مصداقية أعلى للتفاعلات التلقائية. وحقق النموذج نتائج بارزة على مؤشرات تقييم عالمية مثل MMLU وGSM8K، مما يرسخ مكانته كحل ذكي في تطبيقات التفاعل الصوتي والنصي.

يدعم التصميم الفريد للنموذج محادثات ذكية في الوقت الحقيقي، مما يجعله مناسباً للتطبيقات التفاعلية، سواء في خدمات العملاء أو الابتكارات التقنية مثل السيارات الذكية. تحليل الأداء أظهر تفوقه في تنفيذ التعليمات، سواء كانت شفوية أو نصية، مما يجعله أداة فعالة وشاملة.

استثمارات علي بابا المستقبلية في الذكاء الاصطناعي

إطلاق نموذج “Qwen2.5-Omni-7B” يُجسد جزءاً من استراتيجية “علي بابا” طويلة الأمد لتعزيز حضورها في قطاع الذكاء الاصطناعي. أعلنت الشركة عن خطة ضخمة لضخ استثمارات تصل إلى 53 مليار دولار على مدار السنوات الثلاث المقبلة، لتطوير البنى التحتية للحوسبة السحابية وتعزيز الابتكار في هذا القطاع.

إضافة لذلك، دخلت “علي بابا” في شراكات استراتيجية، تشمل تعاونها مع “أبل” لتعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي في أجهزة iPhone، وتعاونها مع “BMW” لتطوير الجيل القادم من السيارات الذكية. يأتي ذلك وسط منافسة متزايدة مع شركات كبرى مثل “OpenAI”، التي طرحت مؤخراً ميزات متقدمة لنموذجها ChatGPT، و”جوجل” التي تُخطط لإطلاق تقنيتها القادمة “Pixel Sense”.

توضح هذه التطورات أن سوق الذكاء الاصطناعي يشهد زحماً غير مسبوق، مع تسارع الابتكار وتوجه الشركات العالمية نحو تطوير تقنيات متعددة الوسائط تجعل تفاعل المستخدمين أكثر سهولة وواقعية.