مبابي الكارثي: أزمة تهديفية تُثير غضب ديشامب وتضعه تحت الضغط

في مباراة قوية ومثيرة ضمن إياب ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية 2024-2025، لم يتمكّن النجم الفرنسي كيليان مبابي من هزّ شباك المنتخب الكرواتي، ليُكمل بذلك سبع مباريات دولية متتالية دون تسجيل أي هدف، وهو ما يُعدّ أطول سلسلة عجز تهديفي في مسيرته الدولية. ومع ذلك، نجح منتخب فرنسا بشق الأنفس في تحقيق التأهل إلى نصف النهائي بعد انتصار درامي بركلات الترجيح أمام أكثر من 78 ألف مشجع في ملعب “ستاد دو فرانس”.

مبابي وأطول فترة عجز عن التهديف مع منتخب فرنسا

رغم مكانته كواحد من أبرز المهاجمين على الساحة العالمية، يجد كيليان مبابي نفسه حاليًا في موقف صعب بمنتخب “الديكة”. فقد مرّت سبع مباريات متتالية لم ينجح خلالها في تسجيل أي هدف بقميص فرنسا، لتكون هذه أطول فترة جفاف تهديفي للنجم البالغ من العمر 26 عامًا منذ بداية مسيرته مع المنتخب عام 2017.

آخر هدف دولي سجّله مبابي يعود إلى يونيو الماضي، عندما هزّ شباك بولندا في لقاء انتهى بالتعادل 1-1 ضمن بطولة كأس أمم أوروبا 2024. وعلى الرغم من افتقاده للفعالية التهديفية في هذه الفترة، يظل مبابي أحد الأوراق الهجومية الرائدة لفرنسا، إذ اقتصر أسوأ جفاف تهديفي سابق له على ست مباريات فقط بين يونيو وسبتمبر من عام 2021.

ديشامب يعبر عن إحباطه تجاه أداء مبابي

أبدى المدير الفني للمنتخب الفرنسي، ديدييه ديشامب، تحفظات حيال أداء كيليان مبابي في مواجهة الذهاب بكرواتيا، قائلاً: “كان لديه المجال لتقديم المزيد، لكنه لم يُوفّق في القيام بكل ما هو مُنتظر منه”. تصريحات ديشامب تضيف مزيدًا من الضغط على مبابي، الذي يطمح لاستمرار تألقه مع القميص الأزرق وتعزيز مكانته في قائمة هدافي تاريخ المنتخب.

في السياق ذاته، يحتل مبابي المركز الثالث في قائمة هدافي منتخب فرنسا برصيد 48 هدفًا خلال 86 مباراة دولية. الرقم يبدو قريب المنال؛ إذ لم يتبق أمامه سوى تخطي تيري هنري (51 هدفًا) ومنافسة أوليفييه جيرو، الذي يتصدر القائمة برصيد 57 هدفًا. ومع اعتزال جيرو، يظل غريزمان (44 هدفًا) الأقرب لمزاحمة مبابي ضمن الصراع المستقبلي على القمة.

مستقبل مبابي بين المنتخب وريال مدريد

رغم الانتقادات والمشاكل الدولية، يستعد كيليان مبابي بكل قوة للعودة إلى ميادين الدوري الإسباني، عندما يستضيف ريال مدريد خصمه ليغانيس يوم 29 مارس في الجولة الـ29 من “الليغا”. جماهير النادي الملكي تتطلع لمتابعة أداء مبابي في هذه المباراة، آملين أن يستعيد نجمهم بريقه في المستطيل الأخضر ويبدأ عودته لسجل التهديف من جديد.

المشهد الحالي يضع تحديات كبيرة أمام كيليان مبابي سواء على الصعيد الدولي أو المحلي، إلا أن موهبته الكبيرة وشخصيته القوية ستلعب دورًا حاسمًا في عودته للقمة. ومع منافسات نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية المقبلة، يبقى السؤال: هل يكسر مبابي سلسلة الصيام التهديفي قريبًا؟