تراجع سهم تسلا يجذب أنظار المستثمرين الأفراد للشراء مجددًا.

رغم الانخفاض اللافت في سعر سهم شركة “تسلا” بنسبة تجاوزت 17% مؤخرًا، واستمرار تراجع مبيعات الشركة وسط مخاوف متصاعدة بشأن مستقبلها، فإن المستثمرين الأفراد لا يزالون يظهرون اهتمامًا غير مسبوق بالسهم. حيث أظهرت تقارير حديثة تدفق ما يقارب 8 مليارات دولار من استثمارات الأفراد نحو “تسلا” على مدار 13 جلسة متتابعة، مما يعكس ثقة غير متزعزعة في القيادة والرؤية المستقبلية للشركة بقيادة إيلون ماسك.

لماذا يواصل المستثمرون الأفراد دعم سهم تسلا؟

رغم انخفاض سهم “تسلا” بحدة، والذي أدى إلى خسارة نحو 155 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة، إلا أن المستثمرين الأفراد ما زالوا يعتبرونه فرصة استثمارية جذابة. ووفقًا لـ”إيما وو”، الخبيرة الاستراتيجية في “جيه بي مورجان”، يُعد ذلك التدفق الاستثماري الأكبر منذ عام 2015. يشير هذا إلى حماس مستمر نحو الشركة، التي يُنظر إلى رئيسها التنفيذي، إيلون ماسك، كرمز للابتكار والاستدامة.

من ناحية أخرى، يعكس هذا الدعم الجماعي تصرفات منظمة من المستثمرين الأفراد، والذين يعتمدون على مواقع ومنتديات إلكترونية لتبادل الأفكار وتعزيز قوة السهم. بالنسبة للعديد منهم، أصبح سهم “تسلا” أكثر من مجرد فرصة مالية؛ بل يُنظر إليه كرمز للابتكار التكنولوجي الملهم.

كيف أثرت شخصية إيلون ماسك على استثمارات “تسلا”؟

تتمتع شخصية إيلون ماسك بجاذبية استثنائية بين جمهور المستثمرين، حيث يحظى بقاعدة كبيرة من المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما منصة “إكس” (تويتر سابقًا). صرحت “بلومبرج” بأن المستثمرين يجدون في ماسك نموذجًا للقائد الذي يمكنه تحويل الأزمات إلى فرص.

هذه الثقة ليست عبثية، حيث تمكن العديد من المستثمرين من تحقيق أرباح ضخمة من الاستثمار في “تسلا” خلال السنوات الماضية، ما جعل فكرة العودة للسهم عند انخفاض قيمته أمرًا متوقعًا. وكما قال “نيكولاس كولاس” من “داتا تريك”، فإن سهم “تسلا” أصبح وسيلة لبناء الثروة للعديد من المستثمرين الجدد.

هل يعكس الشراء الحالي تفاؤلًا بمستقبل “تسلا”؟

رغم التحديات الحالية التي تواجهها الشركة، يعتقد المستثمرون الأفراد أن هذا الانخفاض يمثل فرصة شراء مميزة أكثر من كونه تهديدًا. يشير البعض إلى أن هذا الاتجاه يعكس ثقة عميقة في قدرة “تسلا” على الابتكار والبقاء لاعبًا رئيسيًا في صناعة السيارات الكهربائية العالمية.

ومع استمرار ارتفاع الاستثمارات الفردية، يظل السؤال الأهم هو: هل سيستمر هذا الزخم الإيجابي للسهم لدعم الشركة ضد توجهاتها الأخيرة؟ المؤشرات الحالية تظهر عزم هؤلاء المستثمرين على تحمل المخاطر لتحقيق مكاسب مستقبلية طويلة المدى.