تُعَد محافظة قنا من أبرز المحافظات المصرية التي تزخر بعاداتها الأصيلة وطقوسها المميزة خلال شهر رمضان المبارك، حيث يبرز مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي كوجهة روحانية وتراثية تجمع المصلين والأسر من مختلف الأعمار. هذا المسجد العريق يُضفي بُعدًا مميزًا على الأجواء الرمضانية بفضل الأنشطة الدينية والاجتماعية التي تحتضنها ساحاته ومحيطه، مما يعكس عبق التاريخ وروحانية الشهر الفضيل.
مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي وتوهجه في رمضان
يُشكّل مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي مركزًا رئيسيًا للعبادة والتواصل الإنساني في قنا، خاصة خلال الشهر الكريم. المسجد يتألّق بمشهد مهيب عقب صلاة المغرب، حيث يتجمع المصلون لقراءة القرآن وأداء صلوات التراويح في أجواء روحانية تمتزج فيها الطمأنينة بالسكينة. بعد صلاة العشاء، تمتد الأنشطة الروحانية حتى ساعات الفجر، حيث يزور الزوار مقام سيدي عبد الرحيم القنائي لقراءة الفاتحة واستشعار الأجواء الروحانية.
حول المسجد تنتشر مظاهر ريفية مميزة؛ من أزياء تقليدية تُظهر فرحة الشهر، إلى الأسواق الشعبية التي تزدهر بالبيع والشراء، إلى المساكين الذين يُحيطون بالمسجد تذكيرًا بروح الجود والتكافل في رمضان. المشهد كله يعكس حميمية لا تُخطئها العين، مع أنوار المساجد والفوانيس الرمضانية التي تضفي بعدًا جماليًا أصيلاً.
لمحة تاريخية عن سيدي عبد الرحيم القنائي ومكانته
سيدي عبد الرحيم القنائي، الذي تتصل جذوره بإقليم سبتة المغربي، يُعد أحد أبرز العلماء في الفقه والتفسير. وُلد عام 521 هـ، ويوصف بأنه صاحب أسلوب مؤثر يخاطب الروح والعقل معًا. وصوله إلى مصر كان منعطفًا تاريخيًا، حيث استقر بمدينة قنا استجابة لرؤى روحية، ليصبح أحد أعلام الدين والإرشاد في عصره. أما المسجد الذي يحمل اسمه فقد أُسس في الدولة الأيوبية، وتوالت عليه عمليات التوسعة والتطوير ليصبح رمزًا للعمارة الإسلامية في صعيد مصر.
الهندسة المعمارية للمسجد تجمع بين الجمال والوظيفة، حيث يتميز بالصحن المركزي المربع، والقبة الضحلة التي تعلوه، والمئذنة الشامخة، فضلًا عن الضريح الذي يتوسطه، مما يضفي قدسية للمكان ويجعله مقصدًا للزائرين.
الاحتفالات والمظاهر الثقافية بمحيط المسجد
يُقام خلال شهر شعبان من كل عام مولد سيدي عبد الرحيم القنائي، وهو أحد أكبر التجمعات الدينية والفلكلورية في صعيد مصر. يستمر المولد لمدة 15 يومًا، ويتوافد عليه الآلاف من الزائرين من مختلف محافظات الجمهورية. المولد يتسم بجملة من الأنشطة التي تجمع بين الدين والترفيه، مثل حلقات الذكر والمديح ومساحات الترفيه للأطفال والأسواق التجارية التي تتحول إلى مهرجان كبير بلا حدود.
هذه الفعالية الكبرى تعكس الطابع الفلسفي والاجتماعي للمحافظة، حيث يختلط عبق التقاليد بالمظاهر الثقافية والروحانية. يظل مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي رمزًا خالدًا للتراث المصري في شهر رمضان، شاهدًا على قوة الترابط الإنساني والديني في هذا الشهر الفضيل.
«تصريحات العياصرة» هل تشكل خلية إعلامية موحدة الرد الأمثل على الهجمات الأردنية
أتربة كثيفة تهاجم الأجواء وتعيق الرؤية الأربعاء 23 أبريل 2025
جولات مكوكية لمديرة إدارة تعليم الشروق لمتابعة المدارس فى المدينة صور
6 لاعبين| أبرز غيابات الغرافة أمام الأهلي اليوم بدوري أبطال آسيا
خيمينيس يقود المكسيك لتحقيق ذهبية بطولة الـ«كونكاكاف» بتألق استثنائي
«قناة مجانية» تنقل مباراة الأهلي وصن داونز.. إليك التردد الآن
«زيادة هائلة».. ارتفاع سعر الجنيه الذهب 480 جنيهًا في تعاملات اليوم