الإمارات تضع استراتيجيات طموحة لتحقيق مستقبل مائي مستدام وآمن للجميع

تتخذ الإمارات العربية المتحدة خطوات استراتيجية لتحقيق الأمن المائي في ظل تحديات ندرة الموارد الطبيعية، وتزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للمياه، تؤكد البلاد التزامها بضمان استدامة المياه للأجيال القادمة عبر تقنيات حديثة واستراتيجيات طويلة الأمد. تُظهر الجهود الوطنية تكامل العمل الحكومي والمجتمعي، مما يعكس رؤية شاملة لتحقيق التنمية المستدامة وضمان مستقبل مائي آمن.

الإمارات وترسيخ الأمن المائي في ظل التحديات المناخية

تعد ندرة الموارد الطبيعية والتغيرات المناخية من أبرز التحديات التي تواجه الأمن المائي في الإمارات. وللتغلب على ذلك، أطلقت الدولة استراتيجيات متقدمة مثل “الاستراتيجية الوطنية للأمن المائي 2036″، التي تركز على تقليل استهلاك الموارد المائية بنسبة 21% وزيادة معدلات إعادة استخدام المياه المعالجة إلى 95% بحلول 2036.

كما استفادت من التقنيات الحديثة، مثل محطات تحلية المياه بطاقة نظيفة، وشبكات المياه الذكية التي تسهم في تحسين كفاءة الاستخدام وتقليص البصمة الكربونية. وقد بلغت نسبة الاعتماد على الموارد غير التقليدية كالمياه المحلاة والمعالجة 53% من إجمالي الإمدادات المائية.

جهود مبتكرة لتحقيق الاستدامة المائية

تواصل الإمارات تسخير الابتكار لتحقيق الاستدامة المائية عبر مشاريع مثل خرائط الهيدروجيولوجيا التي توثق مصادر المياه الطبيعية وتساهم في إدارتها بشكل أفضل. كما تشمل برامجها الوطنية تقنيات ري ذكية تعتمد على المياه المعالجة، حيث يعمل أكثر من 160 محطة معالجة في الدولة بقدرة إجمالية تفوق 3 ملايين متر مكعب يومياً. هذه الجهود جعلت الإمارات تحقق 73% نسبة إعادة استخدام المياه المعالجة للمسطحات الخضراء، وهي خطوة كبيرة نحو التوازن البيئي.

لزيادة الكفاءة التشغيلية، تسعى البلاد إلى تعزيز استخدام الطاقة المتجددة لتحلية المياه بدلًا من الطرق التقليدية، مما يقلل استنزاف الطاقة والموارد الطبيعية. ويعكس هذا الاستثمار الكبير التزام الدولة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.

شراكات وبرامج لتحقيق رؤية الإمارات البيئية

يشيد وزير الطاقة والبنية التحتية، سهيل المزروعي، بدور التعاون الدولي والمحلي كعنصر رئيسي في خطط الأمن المائي، مؤكدًا أن البرامج البحثية والتوعوية هي سبيل الوعي المجتمعي بأهمية ترشيد الاستهلاك. وتشير مبادرات مثل “البرنامج الوطني لإدارة الطلب على الطاقة والمياه” إلى تطلعات الإمارات الاستراتيجية نحو خفض مؤشر ندرة المياه بمقدار ثلاث درجات بحلول 2036.

تؤكد تقارير الأمم المتحدة أن الإمارات تحتل مراتب طليعية إقليمياً في كفاءة إدارة الموارد المائية، حيث تمثل خدمات مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي نسبة 100%. هذا الإنجاز يعكس التزام الدولة بالاستدامة المائية وضمان الأمن المائي لجعلها نموذجًا عالميًا يحتذى به.