«سوق متوتر» الذهب يفقد بريقه وسط اضطراب الشرق الأوسط

يعد الذهب من الأصول التقليدية التي تلجأ إليها الأسواق في أوقات التوترات الاقتصادية والسياسية، ومع ذلك، شهد الذهب تراجعًا في قيمته مؤخرًا، ما يشير إلى تغير في نمط سلوكه المعتاد خلال مثل هذه الفترات، فقد انخفض الذهب برغم التصعيد في الشرق الأوسط، مسجلًا انخفاضًا أسبوعيًا بنحو 2% ووصل إلى مستوى 3368 دولارًا للأونصة مع تراجع الإقبال على التحوط.

أداء الذهب في الأسواق العالمية

ارتبط أداء الذهب بتوجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي أبقى أسعار الفائدة دون تغيير، إلا أنه ألمح إلى احتمالية إجراء تخفيضات في المستقبل، وهو ما جعل السوق تعتبر هذه التوجهات أكثر تشددًا، مما دفع بأسعار الذهب لمزيد من التراجع، إضافة إلى عقبات داخل المجلس بشأن توقيت التيسير النقدي وبيانات التضخم وضعف الاقتصاد مثل تراجع مؤشر التصنيع في ولاية فيلادلفيا.

تأثير الدولار الأمريكي على الذهب

ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة نصف في المئة مما قلل من جاذبية الذهب خاصة للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة، هذا بالإضافة إلى بقاء عوائد سندات الخزانة عند مستويات مرتفعة، مما رفع تكلفة الفرصة البديلة أمام الاحتفاظ بالمعدن النفيس، هذا التغير في الوضع المالي أدى إلى التأثير على سعر الذهب بشكل غير متوقع.

حركة البيع والشراء في سوق الذهب

بدأ الذهب الأسبوع الماضي عند مستوى 3450 دولارًا للأونصة، وتعرض لموجات بيع دفعته إلى التراجع تدريجياً إلى 3341 دولارًا قبل أن يتعافى جزئيًا إلى مستوى 3368 دولارًا، وجاء التعافي نتيجة لعمليات جني أرباح قصيرة الأجل، تعكس هذه الديناميكيات تحولات في النظرة نحو الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا حيث تقابل محاولات الصعود السريعة بموجات بيع ممكّنة من تزايد الاهتمام بأصول بديلة.

التغير في اتجاهات السوق نحو الذهب

أظهرت التحركات الأخيرة في سوق الذهب أن الثقة في صمود اتجاه الصعود تتراجع، فمنذ وصول الذهب إلى منطقة تشبع شرائي استمرت لنحو ستة أشهر، أصبح الحديث عن ضعف هذا الاتجاه يمتد منذ أكثر من عشرين عامًا، ويمكن اعتبار هذا التحول جزءًا من دورة ديناميكية أكبر تحدث في الأسواق العالمية حيث تلعب العوامل الاقتصادية والسياسية دورًا محوريًا في تشكيل توجهات الأسعار.

الجوانب الاقتصادية المؤثرة على الذهب

• السياسات النقدية: عدم تغيير أسعار الفائدة من قبل المجلس الفيدرالي وتأثيره على الثقة في العملة.
• مؤشرات اقتصادية: تراجع مؤشرات مثل مؤشر التصنيع في فيلادلفيا مما يؤدي إلى عدم استقرار السوق.
• قوة الدولار: ارتفاع مؤشر الدولار يقلل من جاذبية الذهب للمستثمرين الأجانب.

في ضوء كل ذلك، يبقى الذهب عُرضة لتغيرات سريعة تتعلق بالتوترات الجيوسياسية والاقتصادية، مما يجعله محور اهتمام المستثمرين الذين يبحثون عن ملاذات آمنة وسط تحديات متعددة، من هذه الأسباب، أصبح من المهم متابعة المؤشرات الاقتصادية عن كثب والتوقيت المناسب لاتخاذ قرارات استثمارية تتعلق بالذهب، بحيث تساعد هذه المراجعات في اتخاذ قرارات مالية مناسبة للأصول.