وفرة المخزونات وتراجع توقعات الطلب يخففان من تأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار النفط الخام

ارتفعت أسعار النفط الخام إلى مستويات قياسية لم يُشهد لها مثيل منذ يناير 2025 نتيجة للتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، الكلمة المفتاحية “أسعار النفط” تعكس القلق من احتمالات إغلاق مضيق هرمز وتأثير ذلك على الشحنات الدولية، مما يضفي علاوة مخاطر على السوق، التخوفات تزداد مع الهجمات على منشآت النفط الإيرانية، ورغم محاولات التوسعة من قبل الأوبك والولايات المتحدة، إلا أن الأسعار تأثرت بشكل متباين نتيجة لهذه الأحداث.

أسعار النفط وتأثيرات مضيق هرمز

مضيق هرمز يعد ممرًا استراتيجيًا حيث يمر عبره ما يقارب 15 إلى 20 من إمدادات النفط العالمية، ما يوازي 15 إلى 20 مليون برميل يومياً، لذلك، فإن أي توقف في هذا الممر سيثير قلق الأسواق، التقارير تشير إلى أن جزءًا بسيطًا فقط من الإنتاج يمكن تحويله لخطوط الأنابيب، ما يزيد من مخاوف نقص الإمدادات، رغم ذلك واصل منتجو النفط ضخ المزيد، مسرعين وتيرة الشحنات لتمرير أكبر كمية ممكنة من الخام

دور الأوبك والولايات المتحدة في تثبيت أسعار النفط

سعت الأوبك لتعويض النقص المحتمل في السوق من خلال رفع إنتاجها بمقدار 200 ألف برميل يومياً، هذه الجهود تأتي في إطار محاولة الأوبك تحقيق الاستقرار في السوق على الرغم من عدم الوصول إلى المستوى المعلن سابقا وهو 411 ألف برميل، شهد إنتاج النفط الأمريكي ارتفاعاً هامشياً، إلا أنه لم يصل للمستويات القياسية السابقة، مما ساهم في كبح أي زيادة كبيرة في الأسعار

مخزونات النفط وتأثيرها على أسعار النفط

الصين تحتفظ بمستويات قياسية من مخزون النفط الخام، ما يساهم في تقليل حاجتها للشراء الإضافي ويحد من ارتفاع الأسعار، في الوقت نفسه، لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من خفض سقف سعر النفط الروسي من 60 دولارا إلى 45 دولارا للبرميل، هذا القرار أثر في الحفاظ على استقرار الأسعار دون زيادة كبيرة، كما لعب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالإبقاء على أسعار الفائدة دوراً داعماً في استقرار الأوضاع الاقتصادية

توقعات الطلب على النفط

رغم تراجع زخم حرب الرسوم الجمركية، إلا أن التوقعات تشير لبقاء النمو في الطلب على النفط عند مستوياته الحالية لعامي 2025 و2026، الأوبك لم تغير توقعاتها، لكن هناك قلق من التعريفات الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، في المقابل، تشير المؤشرات الاقتصادية إلى نمو أقل من المتوقع نظراً للقرارات النقدية المتخذة في الولايات المتحدة وأوروبا ما يعزز من عدم اليقين حول الطلب في المستقبل

في خضم توقعات الطلب والعرض، تبقى أسعار النفط موضوعًا يحمل الكثير من التحولات والتحديات أمام المهتمين والشركات والمستثمرين، خاصة في ضوء الأحداث الجارية في الشرق الأوسط وقرارات المنظمات الدولية كالأوبك وموقف الدول المستهلكة الكبرى مثل الصين والهند من الوضع الحالي للأسواق