بفضل التحديات المتجددة، يواصل إمداد النفط من خارج “ميثاق التعاون المشترك” نموه في 2025 رغم تقلبات السوق

يتناول تقرير منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) المستمر تحليلًا تفصيليًا لتوقعات إنتاج النفط، حيث أبرز ثبات التوقعات لنمو المعروض من السوائل النفطية من الدول غير المشاركة في “ميثاق التعاون المشترك” في عام 2025. تُشير التوقعات إلى ارتفاع الإنتاج بنحو 0.81 مليون برميل يوميًا، ليصل المتوسط إلى 54.0 مليون برميل يوميًا، مما يعكس استقرارًا في القطاع رغم التباين بين الدول المنتجة. تعتمد هذه التوقعات على مؤشرات السوق العالمية واستراتيجيات الإنتاج المختلفة حسب الظروف الجيوسياسية والاقتصادية.

مراجعات متباينة لإنتاج النفط

لاحظنا تراجعات وتعديلات في إنتاج النفط حول العالم، حيث تم تقليص التوقعات لإمدادات الولايات المتحدة بمقدار 0.03 مليون برميل يوميًا نتيجة انخفاض نشاط الحفر. وفقًا لتقرير “بيكر هيوز”، شهدت الولايات المتحدة تراجعًا في عدد منصات الحفر النفطية، ما يعكس ضعفًا في أساسيات السوق؛ خاصة مع تداول أسعار الخام دون 65 دولارًا، ومع ذلك شهد الإنتاج الأمريكي زيادة طفيفة إلى 13.43 مليون برميل يوميًا، مما يعكس تحسنًا محدودًا في كفاءة الآبار.

على الجانب الآخر، سجلت بعض الدول الأوروبية زيادة في إمدادات النفط، سواء كانت جزءًا من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أم لا، مما ساهم بعض الشيء في تعويض تراجع الإمدادات من أمريكا الشمالية. تعكس هذه التحسينات الخاصة في الإنتاج قوة بعض الاقتصادات الأوروبية ومرونتها.

إنتاج الأوبك يصل إلى أعلى مستوياته

شهدت دول الأوبك زيادة في إنتاج النفط الخام خلال مايو 2025 بعد فترة من التراجع، عقب قرار إلغاء تخفيضات الإنتاج ضمن أوبك+، ما أدى إلى زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا. بلغ متوسط إنتاج الأوبك 27.54 مليون برميل يوميًا وفقًا لبيانات بلومبرج، وهو الأعلى منذ 17 شهرًا. زادت السعودية إنتاجها إلى 9.08 مليون برميل يوميًا، وسجلت ليبيا نموًا قوياً في الإنتاج، ليصل متوسط إنتاجها إلى 1.32 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى منذ 12 عامًا.

تحديات إنتاج الدول خارج ميثاق التعاون

سجلت الدول غير المشاركة في ميثاق التعاون المشترك انخفاضًا طفيفًا في الإنتاج، مع تراجع في كازاخستان، بينما حققت جنوب السودان زيادة طفيفة. تستمر أوبك+ في تنفيذ زيادات تدريجية للإنتاج، معلنة عن زيادة جديدة بمقدار 411 ألف برميل يوميًا لشهر يوليو 2025، وصولًا إلى إجمالي 1.4 مليون برميل من زيادات الإنتاج منذ بدء تخفيف القيود.

آفاق سوق النفط في ظل التوترات الجيوسياسية

وسط التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، تتجه الدول المنتجة للحفاظ على مستويات إنتاج مرنة لضمان توازن الأسواق. يتوقع أن تدعم الظروف السعرية الحالية التزام الدول بحصص الإنتاج دون خسائر كبيرة، ما يعزز من استقرار السوق خلال النصف الثاني من 2025. تظل توقعات 2026 متأثرة بتقلبات الأسعار والتحولات الجيوسياسية، ومدى قدرة المنتجين غير المشاركين في “الميثاق” على التكيف لتعزيز استقرار الأسواق العالمية.