صناديق التحوط تتجه بقوة للنفط: أقوى موجة شراء منذ أكتوبر 2024

تشهد الأسواق العالمية موجة قوية من التحوط والمضاربة على النفط في أعقاب زيادة الاهتمام بصناديق التحوط وأسعار خام برنت. الكلمة المفتاحية هنا هي “أسعار النفط”، حيث رفعت صناديق التحوط من رهاناتها على ارتفاع الأسعار بوتيرة لم تُشهد منذ أكتوبر 2024، بسبب التصاعد في التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط. تحت تأثير التصعيد الإسرائيلي ضد البرنامج النووي الإيراني تزداد المخاوف من تأثر إمدادات النفط، خاصةً من منطقة تنتج حوالي ثلث احتياجات النفط العالمية، وهذا يدفع أسعار النفط نحو الارتفاع بأقوى وتيرة منذ فترة طويلة، مما يؤدي إلى تحركات قوية في الأسواق المالية.

أسعار النفط وتأثرها بالتوترات الجيوسياسية

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا بنسبة 13% في 13 يونيو، بفعل المخاوف المتزايدة من احتمالية إغلاق مضيق هرمز، وهو ممر حيوي لنقل النفط إلى العالم، نتيجة تصاعد القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل. يثير هذا التصعيد القلق في الأسواق، حيث قد يتحول إلى مواجهة أوسع، مما يهدد تدفق النفط عبر هذا المضيق، ويدفع المستثمرين إلى التحوط والمراهنة على استمرار صعود أسعار النفط. يظهر هذا الميل المتزايد نحو المضاربة الرغبة في الاستفادة من أي زيادات قادمة في الأسعار.

تأثير سياسات البيت الأبيض على أسعار النفط

تلعب الإدارة الأمريكية الحالية دورًا محوريًا في توجيه أسعار النفط، حيث يتابع المتداولون القرارات التي قد تؤثر على الإنتاج العالمي والسياسات التجارية. يقوم البيت الأبيض باتخاذ قرارات تساهم في تحديد مستوى الإنتاج، سواء من خلال فرض عقوبات على دول منتجة للنفط أو من خلال دعم زيادة الإنتاج المحلي. تؤثر هذه السياسات بشكل مباشر على العرض والطلب العالميين، وبالتالي على أسعار الخام في الأسواق العالمية، مما يجعلها موضوعًا حيويًا يؤثر بشكل كبير على التحركات الاستثمارية في النفط.

توقعات بعودة أسعار النفط لمستويات 100 دولار

يتوقع العديد من المحللين أن يؤدي استمرار التوترات الموجودة في المنطقة إلى دفع أسعار النفط للعودة إلى مستويات 100 دولار للبرميل، خاصةً إذا نتج عن التصعيد تعطيل حقيقي لإمدادات النفط. يشير ارتفاع تقلبات عقود برنت إلى وجود حالة من عدم اليقين والتوتر في السوق لم تُشهد منذ الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، كما زادت علاوة المخاطر المرتبطة بالأوضاع السياسية والاقتصادية المتوترة بشكل ملحوظ.

بيانات المراكز الاستثمارية وعقود النفط

تم تأجيل إصدار بيانات مراكز المتداولين لعقود الخام الأميركي من هيئة تداول السلع الآجلة الأمريكية (CFTC) حتى يوم الإثنين بسبب عطلة في الولايات المتحدة. يساهم هذا التأخير في زيادة الترقب والقلق المستثمر، حيث يعتمد الكثير من المحللين على هذه البيانات لتحديد توجهاتهم المستقبلية في الأسواق ومراقبة التحركات المالية والاستراتيجية لصناديق التحوط.