«تراجع قياسي» الذهب يفقد 1.9% خلال أسبوع رغم استمرار الحرب بماذا سيؤثر ذلك؟

المقال يدور حول تراجع أسعار الذهب عالميًا بسبب بعض الأحداث السياسية والقرارات المالية والتي أثرت على الأسواق وعززت التقلبات فيها. بدأت أسعار الذهب الأسبوع بمستويات مرتفعة لكن المخاطر العالية في الأسواق وقوة الدولار ساهمت في تراجعها. وقد حافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي على استقرار أسعار الفائدة، مما أثر على توقعات النمو والتضخم، بينما ركزت البنوك المركزية على تعزيز احتياطاتها من الذهب.

انخفاض أسعار الذهب

انخفضت أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي بالرغم من تسجيله أعلى مستوى منذ شهرين، وقد جاء ذلك نتيجة لتأجيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره بشأن التدخل في الصراع القائم بين إيران والكيان الصهيوني، بينما شهدت الأسواق تراجعًا في أسعار الذهب مدفوعة بزيادة شهية المخاطرة بين المتداولين بعد إعلان البيت الأبيض أن الولايات المتحدة قد تتجه نحو الحلول الدبلوماسية مما جعل الأسواق أكثر استقرارًا ونشاطًا.

تأثير قرارات المركزي الأمريكي

أبقى البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة دون تغيير عند مستوى 4.50%، حيث أظهرت تصريحات جيروم باول أن البيانات الاقتصادية قد تحتاج إلى وقت أطول لتظهر بشكل كامل، وقد أسفر ذلك عن رفع التوقعات للتضخم إلى 3%، من المتوقع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال العام الجاري، إلا أن وتيرة الخفض ستتقلص في السنوات القادمة مما قد يساعد في دعم قوة الدولار ويؤدي لتحركات سعرية للذهب نحو الانخفاض، حيث أن ارتفاع الدولار يؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب.

حركة البنوك المركزية

تشير تقارير مجلس الذهب العالمي إلى أن البنوك المركزية تتجه نحو تعزيز حيازاتها من الذهب في مقابل الدولار، حيث يعتزم العديد من البنوك زيادة احتياطاتها من الذهب خلال السنوات المقبلة بناءً على استطلاع شمل 73 بنكًا، يعتقد 76% من هؤلاء أن الذهب يعد وسيلة فعالة للتحوط ضد التضخم وتنويع الأصول الاستثمارية، هذه الحركة تعكس الاتجاهات الحالية في الأسواق العالمية حيث يفضل المستثمرون الذهب في الأوقات غير المستقرة اقتصاديًا.

سوق الذهب والتوقعات المستقبلية

مع زيادة شهية المخاطرة في الأسواق بسبب قرارات السياسة النقدية الأمريكية، فإن احتمالات العودة إلى شراء الذهب قد تتزايد في حال تصاعد التوترات الجيوسياسية أو ظهور بيانات اقتصادية سلبية، وذلك بسبب دوره كملاذ آمن في الأوقات المضطربة، على المدى الطويل فإن قرار البنوك المركزية بتعزيز حيازاتها من الذهب يعكس الثقة في قوة المعدن الأصفر وأهميته كتأمين ضد التقلبات الاقتصادية والسياسية.

أداء الذهب في المستقبل

من المتوقع استمرار تذبذب أسعار الذهب في الأسواق بسبب تقلبات الدولار والتوترات الجيوسياسية، فإذا استمر الدولار في قوته الحالية؛ فإن الذهب قد يواجه ضغوطًا إضافية، بينما قد تقدم أي عودة للتوترات الدولية أو التحولات المفاجئة في البيانات الاقتصادية فرصًا للذهب في استعادة زخمه، وفي الوقت نفسه، فإن تعزيز البنوك المركزية لحيازاتها من الذهب يشير إلى استمرار صعوده كأصل استثماري مهم في المدى المتوسط والطويل.