«تراجع مفاجئ» الذهب يسجل أول خسارة أسبوعية وسط تصاعد التوترات

أسعار الذهب شهدت تراجعًا خلال الأسبوع الماضي، مما يُعتبر أول انخفاض أسبوعي منذ نوفمبر، وهو أمر غير متوقع نظرًا لمستوى التوترات الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط، وهو ما يُفترض أن يزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن في فترات الأزمات، ولكن الذهب هبط إلى ما دون 3400 دولار للأوقية، مواصلًا مسار هبوط تدريجي باطراد حتى 3384 دولارًا، وفقًا لمنصة “ماركت ووتش”.

تراجع أسعار الذهب رغم التوترات الجيوسياسية

الهبوط غير المتوقع لأسعار الذهب يأتي رغم القلق والمنتظر في الأسواق العالمية، حيث كان من المتوقع أن تتوسع دائرة الحرب في الشرق الأوسط بشكل يدفع المستثمرين لزيادة استثماراتهم في الذهب، ومحللون أرجعوا هذا الأداء الضعيف إلى عاملين رئيسيين، أولهما، ارتفاع الدولار الأمريكي الذي تحوّل إلى ملاذ آمن، مشكلًا ضغطًا تقليديًا على أسعار الذهب وسبب آخر هو احتمالية أن موجة الصعود القوية للذهب منذ بداية 2025 قد استنفدت زخمها مؤقتًا بعد مستويات تاريخية بالربعين الماضيين، مما قلل من تأثير الأخبار الجيوسياسية على تحفيز مزيد من الصعود.

التأثيرات الأخرى على أسعار الذهب

السياسة النقدية كانت أيضًا أحد العوامل المحورية، حيث أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن إبقاء أسعار الفائدة بدون تغيير، لكنه أشار إلى وجود توقعات بخفضين للفائدة خلال العام، التوقعات بتباطؤ الأداء الاقتصادي الأمريكي عادةً ما تدفع المستثمرين للتوجه نحو الذهب كوسيلة تحوط ضد تدهور الأوضاع الاقتصادية؛ من جانب آخر، البيانات الاقتصادية الصادرة أعلنت عن ضعف الأداء كان أبرزها تقرير مبيعات التجزئة الذي جاء دون التوقعات، ما أثار القلق بشأن قوة الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة.

تحديات سوق الأسهم وتأثيرها على أسعار الذهب

المؤشرات الثلاثة الرئيسية للأسهم الأمريكية شهدت أداء سلبيا نتيجة التوترات السياسية والميدانية في الشرق الأوسط، وبرغم هذا، لم يرتفع الطلب على الذهب بشكل ملحوظ للعودة إلى مستوى 3400 دولار، يبدو أن غياب المحفزات القوية يعني أن الذهب يبقى في وضع صعب بين استعادة الزخم الصعودي أو الدخول في موجة تصحيح حادة في الأسابيع المقبلة.

إمكانية تحقيق الأرباح من الذهب

ضعف الأسواق قد يدفع المستثمرين للبحث عن فرص لتحقيق أرباح من الذهب، ومع استمرار حالة الضبابية في الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية، قد يعمد المستثمرون إلى جني الأرباح لتعويض خسائرهم في الأسهم أو الأصول الأخرى، ومن المحتمل إذا استمرت المخاوف أو تزايدت حالات تصحيح الأسواق، أن نشهد وتيرة أسرع في جني الأرباح على الذهب، خاصة مع زيادة المساعي لتسييل المراكز الرابحة بالمعدن الأصفر.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب

مع التوترات المستمرة في الشرق الأوسط وصدور بيانات اقتصادية ضعيفة، من المهم متابعة تأثيراتها على الأسواق المالية، الذهب دومًا كان الملاذ الآمن في أوقات الشكوك الاقتصادية، وسيتعين على المستثمرين تقييم العوامل الفاعلة في تحديد سياساتهم الاستثمارية تجاه الأصول الخطيرة مثل الذهب.