الاستثمار في الأزمات: إلى أين تتجه بوصلة الذهب والشهادات والعقارات؟

تواجه الاقتصاديات العالمية تحديات اقتصادية وسياسية كبيرة، مثل الصراع الإسرائيلي الإيراني المستمر، مما يدفع المستثمرين للبحث عن الخيار الأمثل لاستثماراتهم سواء في الذهب، الشهادات البنكية، الدولار أو العقارات. يؤكد الخبير المصرفي الدكتور فهد جاهين على أهمية تنويع المحفظة الاستثمارية، مشيرًا إلى أن لكل وعاء استثماري مميزات وعيوب تؤدي إلى تفضيل فئة محددة من المستثمرين له.

الذهب والملاذ الآمن

يمثل الذهب الملاذ الآمن التقليدي خلال فترات الأزمات بفضل استقراره وقيمته العالية، إذ شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا عالميًا بأكثر من 40% منذ بداية العام الحالي، حيث يتمثل الذهب في كونه مخزنًا للقيمة وأداة مميزة لتحوط الثروات ضد التضخم، حيث ارتفع سعر الذهب في مصر بنسبة 29% على أساس سنوي، مما حقق للمستثمرين في هذا المجال أرباحًا كبيرة إذا تمت مقارنة العوائد مع الأوعية الاستثمارية الأخرى كالشهادات البنكية.

الشهادات والدولار

تلعب الشهادات البنكية دورًا مهمًا في توفير أمان للمستثمرين الذين يفضلون الحصول على عائد ثابت وخالي من المخاطر، إذ يمكن الحصول على عائد يصل إلى 24.5% في بعض الأحيان، ويتراوح العائد على هذه الشهادات البنكية بين 18% و24.5%، في حالة الحصول على الشهادات بالمعدلات الأعلى، يمكن تحقيق عائد يصل إلى 27 ألف جنيه سنويًا من استثمار قدره 100 ألف جنيه واحد.

الدولار والعملة المستقرة

الدولار الأمريكي يتمتع بكونه عملة الاحتياطيات العالمية الأولى، مما يجعله من الخيارات الآمنة في أوقات الأزمات، على الرغم من تآكل قيمته بفعل التضخم. زاد الطلب على الشهادات الدولارية في مصر منذ بداية العام، حيث يعزز الطلب على الأوعية الادخارية الدولارية كوسيلة للتحوط مقابل تقلبات العملة المحلية، مما يساعد المستثمرين في تعزيز استثماراتهم بالدولار وسط استقرار نسبي في سعر الصرف الذي يقترب من 50 جنيهًا لكل دولار.

علاقة المصريين بالعقارات

العقارات تحظى بثقة كبيرة في مصر كأحد الأصول الآمنة والمستقرة، مع زيادة الأسعار بنسبة 89% خلال العام الحالي، حيث يعتبر العديد من المصريين أن العقارات تمثل مخزنًا للقيمة ومفرًا جيدًا من تقلبات العملة وأثار التضخم، لكن من عيوبها صعوبة البيع بسرعة في بعض الأحيان أو الحاجة إلى وقت للحصول على السيولة المطلوبة.

الاستثمار في البورصة

يشكل الاستثمار في الأسهم خطرًا أكبر مقارنةً بالاستثمارات الأخرى، حيث يتطلب المعرفة الجيدة بالسوق المالي وفهم تحركات الأسهم، ولم تتجاوز البورصة المصرية نسبة 5% من الارتفاع منذ بداية العام، بسبب التوترات الجيوسياسية، كما لم تظهر الأسهم القيادية في السوق تحولاً ملحوظاً، مما يستدعي الحذر عند الاستثمار في هذا المجال.

تمثل التنوع في المحفظة الاستثمارية والإستفادة من أدوات مختلفة من الأمور الحيوية لتحقيق استثمار ناجح ومستدام، طبقًا لنصائح الخبراء مثل الدكتور جاهين.