سر علاقة ترامب وإنفانتينو: لماذا لزم رئيس الفيفا الصمت أمام تهديدات الرئيس الأمريكي؟

سر العلاقة بين جياني إنفانتينو وترامب، يكشف عن تبادل المصالح في عالم الرياضة والسياسة، تمكّن السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من بناء علاقة خاصة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث عكست هذه العلاقة مدى تقارب الرياضة والسياسة في بعض الأحيان، واستطاع إنفانتينو بمهارة أن يحافظ على ود البيت الأبيض رغم التعقيدات الموجودة في الساحة السياسية الرياضية، والتي تطلبت كفاءة وذكاء عاليين لتحسين الصورة بين الفيفا والولايات المتحدة عقب الماضي المزري الذي خلفته إدارة جوزيف بلاتر، خاصة بعد أن كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي عن فضائح الفساد داخل الفيفا.

تحولت العلاقة بين إنفانتينو وترامب إلى موضوع للنقاش بين النقاد والخبراء في مجال الرياضة والسياسة، عندما حضر إنفانتينو لواشنطن والتقى بترامب في البيت الأبيض، استغلالًا لدعم بطولة كأس العالم للأندية التي تحتضنها الولايات المتحدة، هذا اللقاء لم يكن هو الأوحد بل أتبعه إنفانتينو بإيماءات متعددة لإظهار تقديره وإبراز صداقة مميزة تجمعه بالرئيس السابق، حيث أهدي ترامب قميصًا خاصًا في إشارة رمزية ودعوة لخلق تعاون مستقبلي مثمر بين الجانبين، واستطاع إنفانتينو ترميم العلاقات الرياضية بين الولايات المتحدة والفيفا بعد حقبة جوزيف سيب بلاتر التي شهدت أزمات عديدة بين الجانبين.

دور بطولة كأس العالم 2026 في تعميق العلاقة بين إنفانتينو وترامب

ظهرت نوايا إنفانتينو بشكل أوضح عقب منح الولايات المتحدة تنظيم كأس العالم 2026 بالتعاون مع كندا والمكسيك، وكان لدور ترامب السياسي وتأثيره القوى في مجال السياسة الدولية يد في هذا النجاح الذي جعل الولايات المتحدة مركزًا رياضيًا للعالم، حيث هدد الدول التي لم تصوت للملف الأمريكي بعقوبات اقتصادية وسياسية. يُعَدّ مونديال 2026 بالنسبة لإنفانتينو فرصة لتسليط الضوء على ريادة الولايات المتحدة في عالم الرياضة، وفيما أكد الرئيس الأمريكي السابق من قبله دعمه الكامل للبطولةوطالب بتمثيل مشرف لأمريكيا بعد سابقة التغيب المفاجئة للمنتخب في التصفيات.

التحالف الاستراتيجي بين إنفانتينو وترامب

العديد من المحللين يعتقدون أن العلاقة التي جمعت إنفانتينو وترامب تعتمد بشكل رئيسي على تبادل المنافع المتبادلة حيث رغب ترامب في استغلال مونديال 2026 كأداة سياسية لتعزيز صورته الداخلية واستقطاب المزيد من الداعمين على الساحة السياسية بينما كان إنفانتينو يسعى إلى ضمان استضافة بطولة غير مهددة بأي أزمة متعلقة بالقوانين الداخلية للولايات المتحدة مما قد يمنحها زخمًا قويًا ويجذب الأنظار العالمية نحوه، كما أشار إلى حفاوة الاستقبال والسعادة البادية التي اعترت إنفانتينو عقب فوز ترامب بالرئاسة ورغبة الفيفا في تحسين العلاقات الدولية مع العديد من الدول الغربية

شراكة ممتدة بين إنفانتينو وترامب

النموذج الذي قدمه إنفانتينو وترامب للعالم في العلاقات الرياضية والسياسية يعكس القدرة على تنمية العلاقات الإيجابية على المستوى الدولي، عبر جني الثمار من لقاءات متبادلة خلال مناسبات رياضية متعددة حيث حضر إنفانتينو حفل تنصيب ترامب والتقط معه الصور وشارك في اللعب الجولف معه، ما يثبت لكن هذه التفاعلات لم تكن مجرد تضامن ظاهري، بل إنها تأسست على أساس متين من الرغبة في تحقيق نجاح طويل الأمد للبلدان في جميع الأنشطة التي تقام بها بطولة كأس العالم خلال العام المقبل، والذي يتوقع أن يكون له أثراً محفزاً على الجماهير والمشجعين

العلاقة بين إنفانتينو وترامب التفاصيل
اللقاءات المشتركة في البيت الأبيض، حفل تنصيب 2017