«هبوط الذهب» الدولار يتقدم رغم توترات الشرق الأوسط في الأسواق العالمية

تواجه أسعار الذهب في الأسواق العالمية تقلبات ملحوظة، على الرغم من التوترات الجيوسياسية الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن صعود الدولار الأمريكي كان له تأثير واضح على تراجع قيمة الذهب، حيث انخفض سعر الذهب في التعاملات الفورية والعقود الآجلة بالتوازي مع صعود العملة الأمريكية مقابل العملات الرئيسية الأخرى، ما انعكس بشكل كبير على توقعات المستثمرين.

تراجع الذهب وصعود الدولار

شهد سعر الذهب انخفاضاً بنسبة 0.3%، لينخفض بقيمة تتجاوز 11 دولاراً عند تسوية تعاملات اليوم، حيث استقر عند مستوى 3406 دولارات للأوقية، بينما وصل السعر في السوق الفورية إلى حوالي 3383 دولاراً في وقت لاحق من اليوم؛ فيما ارتفع الدولار أمام اليورو بنسبة 0.7% ليصل إلى 1.1477 دولار، كما ارتفعت قيمته مقابل الين الياباني بنسبة 0.4% وعزز كذلك أمام الجنيه الإسترليني بنسبة تقارب 1.2%، كل هذا أسهم في زيادة الضغوط على أسعار الذهب.

العوامل الجيوسياسية وتأثيرها على الأسواق

وسط التداعيات الجيوسياسية، نقلت وسائل الإعلام أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجع عن خطة لإرسال وفد للقاء الإيرانيين، وجاء ذلك بعد مشاورات مع فريق الأمن القومي الأمريكي، بحيث يتم دراسة خيارات أخرى من بينها تعاون مع إسرائيل بشأن تنفيذ ضربات على منشآت نووية إيرانية، يعتقد أن الخطط المتعلقة بمنشأة فوردو قد تُنفذ ليلاً، هذا الخبر أضاف ضغوطاً إضافية بالمواقف المتعددة والغير متوقعة تجاه الذهب.

التوترات بالشرق الأوسط وتأثيرها على الذهب

وفي تطور جديد، أكد الجيش الإسرائيلي أنه رصد إطلاق صواريخ من إيران تجاه الأراضي الإسرائيلية، ما دفع بالمستثمرين إلى تقليص انكشافهم على الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم والذهب، بينما ينتظرون اتضاح المسار الذي سيأخذه هذا التصعيد العسكري والدبلوماسي في المنطقة، هذا الموقف هو مسؤولية الأسواق العالمية لتكييف نفسها تجاهه حيث يتصارع الذهب والدولار على رقعة الجغرافيا السياسية المضطربة.

الدولار والذهب: علاقة معقدة

تعتبر العلاقة بين الذهب والدولار من الديناميكيات المعقدة التي دائماً ما تشهد تباينات، فعادة ما تدفع قوة الدولار بالمستثمرين للابتعاد عن الذهب كأصل آمن والتحول إلى استثمارات أخرى، ومع ارتفاع الدولار في الأيام الأخيرة وصعوده أمام عملات رئيسية كاليورو والين، انخفضت جاذبية الذهب، خاصة في ظل عدم اليقين الجيوسياسي الذي يحيط بالشرق الأوسط، مما زاد من تعقيدات المشهد الاقتصادي والسياسي العالمي.

مع تلك التغيرات السريعة في الأسعار والتصاريح السياسية الجارية، نجد أن اهتزازات أسواق المال والذهب تسير على نحو غير مستقر، حيث يتابع المستثمرون عن كثب هذه التحولات الكبيرة في كل من الدولار والذهب، مما يعيد صياغة الرؤى المالية العالمية باستمرار.