تراجع الذهب بضغط من صعود الدولار والنفط يختتم التداول بارتفاع كبير

الذهب يعد من بين أهم المعادن الثمينة التي تجذب انتباه المستثمرين في الأسواق المالية، ويتمتع بقيمة خاصة تؤهله لأن يكون المعيار الرئيس لقياس ثروة الأفراد والدول. في نهاية تعاملات اليوم، شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا بسبب ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي. ويؤثر ارتفاع الدولار عادة على أسعار الذهب عكسيًا؛ إذ تزيد تكاليف اقتنائه على المستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى.

الذهب وأسعار السوق العالمية

تراجعت أسعار الذهب عالميًا مع إغلاق الأسواق في الثلاثاء، حيث انخفضت عقود الذهب الآجلة إلى مستوى 3,402.12 دولارًا للأوقية، مسجلة تراجعًا بنسبة 0.42%، فيما تراجع سعر العقود الفورية بنسبة 0.03% ليبلغ نفس المستوى، يرتبط هذا الانخفاض بارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي الذي وصل إلى 98.85 بزيادة بلغت 0.71%، مما زاد من تكلفة شراء الذهب للمستثمرين الأجانب.

الفضة وموجة الارتفاع

بينما يتأرجح الذهب، فأسعار الفضة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا، وقد أغلقت العقود على سعر 37.173 دولارًا للأوقية، هذه الزيادة كانت بنسبة 1.99%، وهو ما يشير إلى تزايد الطلب على الفضة، الذي يعتبر أيضًا ملاذًا آمنًا بجانب كونه معدنًا صناعيًا ذا قيمة عالية في الصناعات المختلفة، تلك الزيادة لم تكن مفاجئة بالنظر إلى أهمية الفضة في أسواق المعادن.

الذهب وعلاقته بالدولار

تُعتبر العلاقة بين الذهب والدولار الأمريكي علاقة عكسية، ففي الحالات التي يشهد فيها الدولار ارتفاعًا، يميل سعر الذهب إلى الانخفاض نتيجة زيادة تكلفة اقتنائه على المستثمرين العالميين، يُستخدم الذهب كأداة للتحوّط ضد تقلبات العملات؛ والنشاط الاقتصادي، ولهذا يُراقب المستثمرون تحركات الدولار بصورة دقيقة، هذه الديناميكية الاقتصادية تجعل من الذهب أصلاً استراتيجيًا في المحافظ المالية.

أداء النفط على الساحة العالمية

أما في قطاع الطاقة، فقد ارتفعت أسعار النفط، حيث أغلق سعر البرميل على 73.38 دولارًا بزيادة قدرها 4.31%، وعقود نفط برنت أغلقت عند 76.47 دولارًا بارتفاع 4.41%، هذه الارتفاعات تعكس تفاؤل الأسواق بزيادة الطلب أو القلق من انقطاع الإمدادات نتيجة التوترات الجيوسياسية؛ وتغييرات سلاسل التوريد، يلعب النفط دورًا حيويًا في الاستقرار الاقتصادي العالمي، ويؤثر رويدًا في الأسعار والتضخم بكل العالم.

وفي سياق مختلف، تُعتبر زيادة أسعار الفضة والنفط مؤشراً إيجابياً للمستثمرين الذين يبحثون عن فرص لتحقيق أرباح في ظل تقلبات سوق الذهب، بينما يذهب آخرون لتنويع محافظهم الاستثمارية وجعل المعادن جزءاً من استراتيجياتهم طويلة الأجل، تبقى هذه الأسواق محور اهتمام عالمي لما لها من تأثير على الاقتصاد بشكل عام.