«تحول مذهل» الذهب يزيح الدولار: تفاصيل وتحليلات مهمة من مجلس الذهب العالمي

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا قياسيًا في أبريل، مسجلة 3,500 دولار للأونصة لأول مرة، بينما تجاوز طلب البنوك المركزية على الذهب 1,000 طن سنويًا، وهذا يشير إلى تحول استراتيجي في سياسات هذه البنوك نحو زيادة حصة الذهب في احتياطياتها وتقليص الاعتماد على الدولار الأمريكي، هذا التوجه يعكس توجهًا لاستخدام الذهب كملاذ آمن في ظل الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة.

ارتفاع قياسي في أسعار الذهب

أدى ارتفاع الطلب العالمي وتزايد المخاوف الاقتصادية والجيوسياسية إلى دعم أسعار الذهب، ففي أبريل الماضي، وصلت الأسعار إلى 3,500.05 دولار للأونصة، وهو ارتفاع بنسبة 95% منذ فبراير 2022، هذا النمو القياسي يعكس الدور المتزايد للذهب كملاذ آمن للمستثمرين والبنوك المركزية التي تواجه ضغوطاً اقتصادية متزايدة وسعياً لتقليل الاعتماد على العملات الورقية، خاصة الدولار الأمريكي.

توجه البنوك المركزية نحو زيادة احتياطيات الذهب

وفقًا لاستطلاع مجلس الذهب العالمي، تخطط العديد من البنوك المركزية لزيادة حيازاتها من الذهب في السنوات المقبلة، حيث أبدت 76% من البنوك المشاركة في الاستطلاع نيتها لرفع حيازاتها الذهبية مقارنة بـ69% من العام السابق، هذه الخطط تعكس تغييرات استراتيجية بسبب الأداء المتفوق للذهب كأداة لتحوط الاستثمارات والسيطرة على المخاطر الاقتصادية.

أسباب التحول إلى حيازة الذهب

يجسد الذهب خياراً هاماً للبنوك بسبب عدة عوامل من بينها أدائه المتميز في أوقات الأزمات العالمية، وقدرته على تنويع المحافظ الاستثمارية وحمايتها من التضخم، تأتي هذه الأسباب لتؤكد الدوافع القوية للبنوك التي تدفعها لتوسيع احتياطياتها من المعدن النفيس، تواجه الأسواق حالياً اضطرابات ناتجة عن النزاعات التجارية والاقتصادية، ما يعزز من جدوى الاستثمار في الذهب.

توقعات مستقبلية وتأثير العوامل الجيوسياسية

أظهر الاستطلاع أن 95% من المشاركين يرون استمرار ارتفاع احتياطيات الذهب خلال الأشهر القادمة، هذا يعكس الثقة المتزايدة في الذهب كملاذ استثماري آمن وسط أجواء التوترات الجيوسياسية والنزاعات التجارية المستمرة، بالإضافة إلى أن بريطانيا لا تزال الوجهة الأولى للبنوك المركزية العالمية لحفظ احتياطيات الذهب، بما في ذلك بنوك من الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية التي تثقلها النزاعات التجارية المحتملة.

فيما يتعلق بالنزاعات التجارية التي تؤثر على قرارات إدارة الاحتياطيات، يرى 59% من البنوك المركزية أن التوترات والرسوم الجمركية تلعب دورًا مهمًا، تتمثل هذه المخاوف بوضوح في الأسواق الناشئة حيث بلغت النسبة 69% في مقابل 40% فقط في الدول المتقدمة، يوضح هذا الاهتمام أن الذهب يعدّ أحد الخيارات الموثوقة لتخفيف تلك الضغوط وتوجيه السياسات النقدية نحو نتائج أكثر استقراراً.