تغير في استراتيجيات الاحتياطات للبنوك المركزية يجدد التساؤلات حول مستقبل ما بعد الدولار

يركز المقال على التحول في استراتيجيات البنوك المركزية بخصوص احتياطاتها النقدية، حيث أظهر استطلاع مجلس الذهب العالمي تحولًا نحو تعزيز احتياطيات الذهب مع تقليل الاعتماد على الدولار، في ظل الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية المتنامية، مما يعزز من مكانة الذهب كخيار مفضل وموثوق للأصول. تستند هذه التوجهات للذهب إلى أدائه في فترات الأزمات وقدرته على تنويع المحافظ، وتأتي وسط ارتفاع قياسي في أسعاره، حيث سجل الذهب أعلى مستوياته على الإطلاق في أبريل الماضي، مدفوعًا بالتوترات الجيوسياسية المستمرة والضغوط التضخمية.

التحول نحو الذهب

على مدى السنوات المقبلة، ستشهد احتياطيات البنوك المركزية تغييرات جوهرية تعزز مكانة الذهب، وسيؤدي الاضطراب الجيوسياسي والضغط التضخمي المتصاعد إلى دفع البنوك المركزية لتفضيل الذهب كخيار استثماري، فقد أظهر الاستطلاع أن 76% من البنوك المشاركة تتوقع زيادة احتياطياتها من هذا المعدن، مقابل 69% في العام السابق، بالوقت ذاته، هناك توجه لتقليل حيازات الدولار ضمن هذه الاستراتيجيات نظراً لما تفرضه الظروف الاقتصادية الحالية من تحديات وتغيرات.

البنوك المركزية تدعم الذهب

يعزى الاتجاه المتزايد نحو الذهب إلى فوائده المتعددة، حيث يؤدي دورًا مهمًا في تأمين قيمة الأصول خلال فترات الركود، فضلاً عن فعاليته في مواجهة التضخم، كما أن السجلات التاريخية تُظهر أن البنوك المركزية قامت بشراء أكثر من ألف طن ذهب سنويًا خلال السنوات الأخيرة، مما يبرز تغيرًا كبيرًا في تعامل البنوك المركزية مع الذهب مقارنة بالسنوات الماضية التي بلغ متوسط الشراء فيها 400-500 طن، وأوضح التقرير أن هذه الوتيرة في شراء الذهب تتزامن مع التحولات الجذرية التي يشهدها النظام النقدي العالمي.

توقعات بزيادة استثمارات الذهب

مزيد من الثقة يتجلى في الاستطلاعات الحديثة التي تبين أن 95% من البنوك تتوقع ارتفاع احتياطياتها من الذهب في السنة المقبلة، هذه النسبة تشير إلى إقبال غير مسبوق على الاستثمار في الذهب منذ بدء جمع هذه البيانات، حيث يعتبر بنك إنجلترا الوجهة الأكثر تفضيلًا لحفظ احتياطيات الذهب، وهي دليل على المكانة المرموقة التي يحتلها الذهب في خطط إدارة الأصول لدى البنوك، يشير الاستطلاع أيضًا إلى أن النزاعات التجارية والرسوم الجمركية تشكل عوامل رئيسية في قرارات إدارة الاحتياطيات.

• ارتفاع سعر الأونصة لأعلى مستوى في أبريل الماضي، أدى إلى زيادة كبيرة في قيمة الاحتياطيات.
• أثبت الذهب كفاءته كأداة تحوط فعالة بالمدى البعيد.
• زيادة تقبل البنوك للاستثمار بالذهب كمصدر استثماري آمن.

هذه التحولات والظروف التفاعلية بين احتياطيات الذهب والدولار تبرز أهمية الاستراتيجيات المستقبلية للبنوك المركزية في إدارة الأصول والاحتياطيات ووضع سياسات تعتمد على التوازن بين الاستقرار الاقتصادي والمخاطر المحتملة‍.