تأثير الصراع الإيراني الإسرائيلي على أسعار الذهب: رأي الخبراء

أسعار الذهب قد تشهد تأثيرًا مؤقتًا جراء التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل، ومع ذلك، لا يتوقع الخبراء أن يكون لهذا الأثر أي تأثير طويل الأمد على اتجاهات أسعار الذهب، حيث استقر سعر الأوقية الحالية عند 3385.11 دولار حسب بيانات اليوم، بينما يظل سعر الذهب خاضعًا لتوجهات المضاربين وأنظمة التداول الآلي أكثر من تأثره الفعلي بالطلب المستقر من المستثمرين الباحثين عن أمان مالي.

أسعار الذهب والتحليلات الاقتصادية

يُرجع المحلل كارستن مينكه من بنك “يوليوس باير” سبب عدم تأثر أسعار الذهب بشكل كبير بالصراع الجيوسياسي، حيث يؤكد أن التصاعد بين إسرائيل وإيران لم يتسبب إلا في زيادة طفيفة لا تتعدى 1% منذ بداية الأزمة، وتعكس هذه الزيادة نشاطاً من المضاربين بدلاً من التحولات في الطلب الفعلي، فيما يشير أيضًا إلى أن الأسواق غالبًا ما ترى عدم استمرارية في تأثير الأزمات المماثلة على أسعار الذهب.

تأثير الطلب التحوطي على أسعار الذهب

تناول محللو بنك “آي إن جي” موضوع استمرار الدعم الطلب التحوطي للذهب في ظل الضبابية الجيوسياسية، حيث أن الدعوات الأمريكية الأخيرة لاتخاذ مواقف أكثر حذرًا بخصوص إيران دفعت المستثمرين للتوجه نحو المعادن الثمينة، بينما شهد الذهب زيادة في القيمة مدعومة بشراء الملاذات الآمنة، وهذا يشير إلى استمرار الدعم من الطلب التحوطي في ظل التوترات الحالية.

استقرار أسعار الذهب وسط التوترات

سجلت أسعار الذهب استقرارًا عند مستوى 3400 دولار للأوقية اليوم في التعاملات الآسيوية، من بعد انخفاضها بأكثر من 1% يوم أمس، وعلى الرغم من المكاسب التي بلغت 4% الأسبوع الماضي بفعل الاضطرابات في الشرق الأوسط، إلا أن الأنماط التاريخية تشير إلى عدم دوام هذه الارتفاعات في ضوء التغيرات الجيوسياسية الدائمة، حيث تسلط الأسواق الضوء على التطورات المستمرة في المنطقة كعامل رئيس في تحديد توجهات أسعار الذهب المستقبلية.

تشير تحليلات الأسواق إلى أن أسعار الذهب ستظل تحت الأضواء تحت وطأة التوترات الجيوسياسية، وبالرغم من ذلك، يعكس الاستقرار النسبي ما أشار إليه مينكه حول عدم تغيير الطلب الفعلي للذهب من قبل المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن. هذا السلوك يعكس توقع أن تبقى الأسعار مستقرة أكثر من الاعتماد على التغيرات قصيرة الأمد بسبب الأزمات السياسية الحالية.

أهمية التوجهات الجيوسياسية

ويظل الحديث عن التوجهات الجيوسياسية أمرًا متجددًا، حيث يتوقع أن تلعب دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل الأسواق العالمية، وخاصة سوق الذهب، لذا فإن المتابعة الدقيقة لتلك التوجهات تكتسب أهمية كبرى لتحديد التوجهات المحتملة في أسعار هذا المعدن الكريم، كما أن فترات الاستقرار تشكل فرصة للمستثمرين للاستفادة من الاضطرابات الممكنة، وبالتالي يلزم مراقبة الأحداث الجارية بحذر لضمان اتخاذ قرارات استثمارية محسوبة.