«التوتر العالمي» الذهب يتراجع في ظل النزاع الإيراني الإسرائيلي المستمر

أسعار الذهب وتأثير العوامل العالمية والجيوسياسية على أسعار الذهب ليست مسألة بسيطة بل تتأثر بعوامل عديدة منها الأوضاع الجيوسياسية والتوقعات الاقتصادية العالمية إذ تجذب أسعار الذهب انتباه البنوك المركزية والمستثمرين في جميع أنحاء العالم بشكل دائم، فهي ليست فقط أداة حفظ قيمة ولكنها تعكس أيضًا الحالة الاقتصادية العالمية

أسعار الذهب العالمية وتوقعاتها

استقرت أسعار الذهب عالميًا في تداولات اليوم الثلاثاء بعد هبوطها بسبب التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وإيران، فالخوف من تدخل الولايات المتحدة في الحرب بين إيران والكيان الصهيوني أثر بشكل كبير على الأسواق حيث بلغ سعر أونصة الذهب العالمي 3388 دولار، في ظل تقلبات تتراوح بين 3373 دولار و3403 دولار، وكان قد سجل أمس أعلى مستوى في شهرين عند 3451 دولار قبل أن يغلق تحت مستوى 3400 دولار بفعل انخفاض بنسبة 1.4٪ من هذا الارتفاع

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب عالميًا

التوترات السياسية مثل الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران لها دور كبير في تحفيز الطلب على الذهب، فالذهب يُعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات عدم الاستقرار، إلا أن تصريحات الرئيس الأمريكي بأن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريًا أدت إلى تهدئة بعض المخاوف، ورغم أن المحادثات النووية كانت متوقعة فإن الولايات المتحدة تظل منفتحة على إيجاد حل دبلوماسي ودراسة عقد محادثات لوقف إطلاق النار؛ هذه التغيرات الجيوسياسية جعلت أسعار الذهب تتأرجح ولكن التوترات المستمرة تبقي الذهب كخيار للاستثمار

اجتماع البنك الفيدرالي وتأثيره على الذهب

اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي الذي يبدأ اليوم ويمتد ليومين يلعب دورًا حاسمًا في تحديد مستقبل أسعار الذهب؛ رغم التوقعات باستمرار أسعار الفائدة ثابتة فإن ما سيفعله رئيس البنك سيؤثر بشدة على السوق، إذ لم يظهر حتى الآن تأثير واضح للتغيرات الاقتصادية على التضخم أو النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة؛ يترقب السوق تصريحات البنك التي قد تؤثر على توجهات أسعار الذهب

زيادة احتياطات الذهب للبنوك المركزية

وفقًا لدراسة مجلس الذهب العالمي يتوقع 73 بنكًا مركزيًا تعزيز احتياطاتها من الذهب خلال السنوات الخمس المقبلة؛ يتوقع 76٪ منهم أن تكون هذه الاحتياطات أعلى مقارنة بالعام الماضي، مع تراجع احتياطات الدولار؛ يتبين أن أداء الذهب في الأزمات وتنويع المحافظ والتحوط من التضخم هي محفزات رئيسية لهذا التوجه

أسعار الذهب محليًا وتحليل حركة السوق

في الأسواق المحلية، استقرت أسعار الذهب بعد تراجعها بفعل انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الجنيه؛ افتُتح الذهب عيار 21 عند 4830 جنيهًا للجرام، لكنه واجه تذبذبات إلى أن استقر عند 4825 جنيهًا، وتأثرت الأسعار المحلية بالصعود السريع للدولار نظرًا لانسحاب بعض الأجانب من السوق، مما أدى إلى زيادة الطلب قبل أن يتراجع الدولار مجددًا ليستقر الوضع نسبيًا

ترقب الأسعار وتوقعاتها المستقبلية

مع عدم اليقين بشأن وقف إطلاق النار واجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي، يظل الوضع غير محسوم؛ فقد شهد سعر الذهب المحلي تراجعًا كبيرًا مؤخرًا، لكن ذلك لا يزال مرهونًا بتغيرات السوق العالمية وسعر صرف الدولار؛ في المقابل، يشهد الذهب العالمي ضغوطًا تمنع ارتفاعه بعد فقدان الزخم صعودي، مما يهيئ لتغيرات محتملة في المستقبل القريب