«تطورات ساخنة» النفط والذهب: هل يؤثر الشرق الأوسط على الأسواق العالمية؟

أسواق السلع العالمية تشهد تقلبات مثيرة للقلق بسبب الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل؛ فقد ارتفعت أسعار النفط بشكل ملحوظ بنسبة تزيد عن 4% بفضل مخاوف تتعلق بإمدادات النفط، بينما انخفضت أسعار الذهب قليلاً رغم التوترات الجيوسياسية المستمرة، حيث يؤدي الذهب دور الملاذ الآمن في أوقات عدم الاستقرار، من ناحية أخرى، فإن ارتفاع الأسعار في سوق النفط يُعزى إلى عدة عوامل.

تقلبات أسعار النفط

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 4.18% لتصل إلى 78.32 دولار للبرميل في التداولات المبكرة، ثم استقرت في نطاق أقل قليلاً عند 77.78 دولار بنسبة ارتفاع بلغت 3.46%، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط تسليم أغسطس 2025 بنسبة 3.91% ليصل إلى 76.04 دولار، يشار إلى أن هذه الزيادات كانت مدفوعة بتقارير حول استهداف منشآت نفطية في إيران بواسطة إسرائيل، حيث تأتي التحذيرات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية، لتعزّز من ارتفاع الأسعار.

سوق الذهب في ظل التوترات الجيوسياسية

رغم الإقبال المستمر على الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات، شهدت أسعاره تراجعًا بنسبة 0.6% في التعاملات الآسيوية ليصل سعر الأونصة إلى 3430.3 دولار، كان الذهب قد اقترب سابقًا من مستوى 3450 دولار، ما يجعله قريبًا من أعلى سعر تاريخي بلغه في أبريل الماضي، يترافق هذا التراجع الطفيف مع توقعات بإجراءات اقتصادية جديدة في الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بخفض أسعار الفائدة.

الآفاق المستقبلية لخفض أسعار الفائدة

من الملاحظ أن توقعات خفض أسعار الفائدة بالولايات المتحدة تلعب دورًا كبيرًا في دعم أسواق المعادن الثمينة، فقد ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 1.4% بصورة مفاجئة يوم الجمعة، ذلك بعد صدور بيانات أميركية تشير إلى ضعف مؤشرات التضخم والوظائف، مما يعزز من توقعات المستثمرين بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يتجه لخفض الفائدة؛ وهي خطوة من شأنها أن تدعم الأصول التي لا تُدر عوائد مثل المعادن النفيسة.

تعاملات الذهب والمعادن الثمينة

بحلول الساعة 7:10 صباحًا بتوقيت سنغافورة، سجل الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 3446.77 دولار للأونصة، وظل سعر الفضة مستقراً بينما شهدت المعادن الأخرى مثل البلاتين والبلاديوم مكاسب طفيفة، لذلك من الواضح أن الأسواق تتفاعل مع المخاطر الجيوسياسية والتوقعات الاقتصادية بإيجابية على الرغم من عدم اليقين الحالي الذي يُخيم على أسواق المال وعالم السلع اليوم.