«ارتفاع لافت» الذهب يسجل مستويات قياسية وسط احتدام أزمة إسرائيل وإيران

ارتفع الذهب لمستوى قياسي في الأسواق العالمية بفعل التصعيد في الصراع بين إسرائيل وإيران، وهذا جعل المستثمرين يتجهون نحو الأصول الآمنة، فقد ارتفع المعدن النفيس بنسبة تصل إلى 0.6% في التعاملات الآسيوية المبكرة، حيث تم تداوله بالقرب من 3,450 دولاراً للأونصة، وبذلك كان قريبًا من الذروة التاريخية التي سجلها من قبل، حيث بلغ الفارق 50 دولاراً فقط من الرقم القياسي الذي شهده في أبريل، وتسارعت الأحداث بعدما تبادلت الدولتين إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة.

الذهب والمخاطر الجيوسياسية

إن التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران لم تؤد فقط إلى زيادة التركيز على الأمن الإقليمي، بل أدت إلى تفضيل الذهب كملاذ آمن، أدى هذا التصعيد المفاجئ إلى زيادة في أسعار الطاقة، بسبب المخاوف من تهديد البنية التحتية للطاقة ووسائل النقل في المنطقة، مما يشير إلى أهمية الأصول الآمنة كملاذ في تلك الأوقات، وعلى نطاق آخر، شهدت السياسات التجارية العدوانية التي اتبعها الرئيس دونالد ترمب آثارًا ملحوظة على الاقتصاد العالمي، مما زاد من الزخم نحو الاستثمار في الذهب.

البنوك المركزية ودورها في ارتفاع الذهب

ارتفع الذهب بنسبة تتجاوز 30% خلال عام 2025، وكان لسياسات البنوك المركزية العالمية دورًا بارزًا في هذا الارتفاع، حيث سعت العديد منها إلى تنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار، مما جعل الطلب على الذهب يزداد، ولأن المعدن النفيس لا يدر أي عائد، فإن خفض أسعار الفائدة يمثل دعماً إضافياً، لذا نجد أن معدلات الفائدة المنخفضة غالباً ما تعود بالفائدة على أسعار الذهب، مما يجعلها خيارًا جاذبًا للمستثمرين.

تأثير البيانات الاقتصادية والذهب

قفز المعدن النفيس بنسبة 1.4% يوم الجمعة، تزامناً مع مكاسب دامت ليومين، هذه القفزة نتجت عن ضعف بيانات التضخم والوظائف في الولايات المتحدة، مما زاد من التوقعات بأن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، كما أن السبائك تستفيد بشكل خاص من انخفاض أسعار الفائدة لعدم توليدها أي عواءد، الأمر الذي جعل الذهب الفوري يرتفع بنسبة 0.4% ليصل إلى 3,446.77 دولار للأونصة في الساعات المبكرة من صباح سنغافورة.

تطور أسعار الذهب والفضة

مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري أضاف نسبة 0.1% بعد تراجعه السابق بنسبة 0.8% الأسبوع الماضي، أما عن الفضة فظلت مستقرة، بينما سجل كل من البلاتين والبلاديوم مكاسب، هذه التطورات في الأسعار تعزز أهمية الذهب كمخزون للقيمة، ولهذا يبقى الذهب في مقدمة الخيارات الاستثمارية في أوقات عدم الاستقرار، فتحليل الأصول يظهر أهمية النظر في العوامل الاقتصادية والجيوسياسية مجتمعة.