«قفزة مرتقبة» الذهب يتجه لـ4000 دولار هل الآن الوقت المثالي للشراء؟

توقعات بصعود الذهب عالميا لـ4000 دولار خلال عام يبدو أنها موضوع يتصدر اهتمامات المستثمرين اليوم، خاصة مع الأحداث الجيوسياسية، مثل الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي أثرت بشكل كبير على الأسواق المالية ودفعت الذهب للصعود، وفقًا لسعيد إمبابي، المدير التنفيذي لـ«آي صاغة»، حيث لاحظ هذا التغير بفضل زيادة جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن بعد هبوط الدولار الأمريكي وضعف بريقه كأصل استثماري، مما أدى لإغلاق الذهب عند مستوى تاريخي يصل إلى 3440 دولارًا للأوقية.

الذهب يزيح الدولار من عرش الأصول الآمنة

تحول سلوك المستثمرين مؤخرًا ليعكس الميل نحو الذهب كملاذ آمن بسبب فقدان الثقة في التقليدي من الأصول مثل الدولار والسندات الأمريكية، وقد ارتبط هذا التحول بتباطؤ التضخم في الولايات المتحدة، وهو ما سيؤدي ربما إلى خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، البرهان على ذلك ظهر في مؤشرات أسعار المستهلكين والمنتجين لشهر مايو؛ مما دفع مؤسسة «جولدمان ساكس» وبنك أوف أميركا إلى توقعات بوصول سعر الذهب إلى 3700 دولار بنهاية 2025 و4000 دولار في منتصف 2026، وتجدد هذه التوقعات الرؤية العالية للمعدن الأصفر.

البنوك المركزية تواصل شراء الذهب

أوضح التقرير السنوي للبنك المركزي الأوروبي أن احتياطيات الذهب تجاوزت 36 ألف طن، وهو مستوى يقارب أعلى مستوياته منذ نهاية نظام بريتون وودز، مما يعكس الطلب المؤسسي المستمر على المعدن الثمين، إذ أن هذا التخزين العالي للذهب يعد أحد الدعائم القوية التي ستسهم في استقرار الأسعار على المدى القريب، كما أن البنوك المركزية تواصل شراء الذهب في مسعى لتعزيز احتياطياتها وسط الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة.

هل الوقت الحالي مناسب للشراء؟

ينصح سعيد إمبابي المستهلكين المحليين بالتروي والانتظار قبل اتخاذ قرارات الشراء في ظل حالة الغموض السائدة، القرار يتطلب هدوءًا ورؤية واضحة لتجنب الانجراف وراء موجات سعرية قد تكون مؤقتة وغير مبررة، على المستثمرين التركيز على توقيت الشراء ومتابعة التطورات العالمية والاقتصادية عن كثب.

من خلال هذه التحليلات، يتضح أن الذهب كملاذ آمن لم يعد مجرد خيار تقليدي، بل أصبح ضرورة اقتصادية في ظل الظروف الجيوسياسية والتضخم الأمريكي، حيث تسعى المؤسسات المالية الكبري لتوقع الزيادات في الأسعار والاستفادة منها، إن إدراك الأهمية المتزايدة للذهب والاستراتيجيات الاستثمارية المرتبطة به يجب أن يكون جزءًا من التفكير الاستثماري على الدوام.

قد تكون التطورات الاقتصادية والمواقف الجيوسياسية حافزًا لاستمرار هذا الاتجاه نحو الذهب كملاذ آمن واستراتيجي، فهو ليس مجرد استثمار مؤقت بل يشكل حلاً متميزًا للأزمات والشكوك الاقتصادية، خاصة في فترات الاضطراب الاقتصادي.