«تحولات هامة» أسعار الذهب إلى أين تتجه في الأسواق العالمية

تشهد السوق العالمية ارتفاعًا في أسعار الذهب خلال الأسابيع الأخيرة، مستفيدة من التدفقات القوية لصناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، وذلك نتيجة التوترات الجيوسياسية العالمية المتزايدة، لا سيما بين إسرائيل وإيران، بالإضافة إلى عدم اليقين بشأن اتجاه أسعار الفائدة الأمريكية، هذا الطلب المتزايد يعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن في مواجهة تقلبات الأسواق، حيث سجلت أسعار الذهب ارتفاعات كبيرة في بعض الجلسات.

صعود أسعار الذهب في ظل التوترات الجيوسياسية

تزامنًا مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، شهدت أسعار الذهب قفزة ملحوظة في الأسواق المحلية والدولية، التدفقات المتزايدة على الذهب كملاذ آمن أسفر عن تسجيل المعدن الأصفر أعلى مستويات له خلال تعاملات الأسبوع الماضي وفقًا لمنصة “آي صاغة”، حيث ارتفعت الأوقية بنسبة 3.6% لتصل إلى مستويات قياسية مدعومة بالمخاطر الجيوسياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي على مستوى العالم.

الذهب يقفز محليًا وعالميًا

أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، أن الذهب شهد ارتفاعًا في الأسواق المحلية، حيث زادت أسعار الذهب بأكثر من 30 جنيهًا لعيار 21، ليصل إلى 4870 جنيهًا، كما ارتفعت أسعار الأوقية عالميًا بحوالي 120 دولارًا لتصل إلى 3430 دولارًا، إضافة إلى الارتفاع الملحوظ في العيارات الأخرى مثل الذهب عيار 24 وعيار 18، ويعتبر هذا التوجه استجابة طبيعية للضغوط الاقتصادية والجيوسياسية العالمية المتزايدة.

عيار الذهب السعر الحالي (جنيه)
عيار 21 4870
عيار 24 5566
عيار 18 4174
عيار 14 3247

أسباب تألق الذهب على الساحة العالمية

تعتبر الضربة الاستباقية الإسرائيلية ودور إيران في المنطقة عوامل رئيسية ساهمت في دفع أسعار الذهب نحو الارتفاع؛ حيث أدت هذه الأحداث إلى موجة بيع في أسواق الأسهم العالمية وزيادة أسعار النفط، مما أضاف جاذبية كبيرة إلى الاستثمار في الذهب، ومع تراجع الدولار الأمريكي التقليدي كملاذ آمن، تزايدت التوقعات بوصول أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها خلال السنوات القادمة.

  • تزايد التوترات الجيوسياسية بين القوى الكبرى
  • الأداء المتذبذب لأسعار الفائدة الأمريكية
  • التذبذب الحاد في أسواق الأسهم العالمية

توقعات أسعار الذهب المستقبلية

تشير مؤسسة “جولدمان ساكس” إلى أن الذهب قد يصل إلى 3700 دولار بحلول نهاية عام 2025، وأيضًا توقعت وصوله إلى 4000 دولار في منتصف عام 2026، وهو توقع يشاركه “بنك أوف أميركا” الذي يتوقع نفس المستوى خلال العام القادم، كما أظهر تقرير البنك المركزي الأوروبي استمرار ارتفاع احتياطيات البنوك المركزية من الذهب، لتدعم هذا المعدن النفيس في المدى القريب.

دور التوترات الشرق أوسطية في دعم أسعار الذهب

ارتفاع أسعار النفط بنسبة تفوق 6% نتيجة تزايد التوترات في الشرق الأوسط أعاد المخاوف من موجة تضخمية جديدة، مما يزيد من الضغط على السياسات النقدية للبنوك المركزية ويعيد التركيز على الذهب كملاذ آمن رئيسي، مما سيزيد من الطلب المؤسسي على الذهب على المدى القصير؛ وذلك رغم محاولات العديد من الدول لتعزيز ثقة المستهلكين واستقرار الاقتصاد.

بتحليل المؤشرات الاقتصادية الأمريكية والتوقعات حول سياسة الفيدرالي، يبدو أن الذهب مستمر في اكتساب بريقه وجاذبيته كأصل آمن يلبي احتياجات المستثمرين الباحثين عن الاستقرار والأمان الاقتصادي في وجه الأزمات المتعاقبة؛ مما يعزز استمرار ارتفاعه وسط الأوضاع الراهنة.