«قفزة استثنائية» في أسعار الذهب العالمية الأوقية تتخطى حاجز 3450 دولاراً هل يستمر الارتفاع؟

تشهد أسواق الذهب العالمية حاليا نشاطًا ملحوظًا، حيث شهدت الأسعار ارتفاعًا ملحوظًا كتفاعل مع الأحداث السياسية الأخيرة، وقدرت أسعار الذهب الفوري زيادة بنسبة 1.3% لتصل إلى 3,452.80 دولار للأوقية، مسجلة مكاسب أسبوعية بلغت حوالي 4%، وتقترب من مستوياتها القياسية المسجلة في أبريل الماضي عند 3,500.05 دولار. وهذا الأداء الملحوظ للذهب يُنظر إليه كاستجابة طبيعية للأوضاع الجغرافية والسياسية التي قد تؤثر على استقرار الأسواق المالية، مما يعزز من الاعتقاد بأن الذهب يبقى ملاذًا آمنًا.

توقعات أسعار الذهب

تظهر التوقعات المستقبلية التفاؤل بارتفاع أسعار الذهب، حيث توقعت مؤسسة جولدمان ساكس أن تصل الأسعار إلى 3700 دولار للأوقية بنهاية العام 2025، بينما يتوقع بنك أوف أمريكا وصولها إلى 4000 دولار بحلول منتصف 2026. هذه التوقعات تستند إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية المحركة للأسواق مثل التوترات الدولية والتضخم المنخفض الذي يساهم في جعل الذهب أكثر جاذبية كاستثمار طويل الأمد.

تأثير الأحداث العالمية على الذهب

تساهم التوترات السياسية بين الدول، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط، في زيادة الطلب على الذهب، والذي يعتبر أمانًا ماليًا للمستثمرين في ظل تقلبات الأسواق السياسية والاقتصادية، كما أن انخفاض التضخم في الولايات المتحدة يعزز من جاذبية الذهب، خصوصًا في ظل التوقعات بخفض أسعار الفائدة.

سلوك الطلب في الأسواق الكبرى

رغم الأداء القوي للذهب، فإن الطلب الفعلي في الأسواق الآسيوية الكبرى يشهد تراجعًا، خصوصًا في الهند، حيث تجاوزت الأسعار حاجز 100,000 روبية للأوقية، مما يعتبر مستوى غير مشجع للمتعاملين. هذا يؤكد أن الارتفاع السعري لا يعكس دائمًا زيادة في الطلب الفعلي، وأن قوى السوق المحلية لها تأثير ملحوظ على ديناميكيات الأسعار.

تحركات المعادن النفيسة الأخرى

شهدت الفضة أيضًا زيادة في الأسعار بنسبة 0.9%، على الرغم من تراجعها في نهاية الأسبوع بنسبة 0.3% إلى 36.27 دولار للأوقية، فيما حافظ البلاتين على ارتفاعه بنسبة 4.8% ليصل إلى 1,219.03 دولار رغم هبوطه في آخر الجلسات، وتراجع البلاديوم بنسبة 1.1% ليبلغ 1,041.51 دولار للأوقية. تعكس هذه التحركات تنوع الأداء بين المعادن النفيسة، والتي تُعزى إلى عوامل مختلفة تجعل الاستثمار في هذه المعادن خيارًا متعدد الجوانب.

يتأثر الذهب والمعادن النفيسة الأخرى بمجموعة معقدة من العوامل تشمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والتغيرات في السوق العالمية، ويظل الذهب هو المحور الرئيسي لاهتمام المستثمرين بسبب قيمته العريقة كملاذ آمن واستثماري.