قفزة قياسية في أسعار الذهب خلال أسبوع، والأوقية تتخطى حاجز 3450 دولارًا

تواصل أسعار الذهب العالمية تحقيق مكاسب كبيرة في الأسواق، حيث شهد الأسبوع المنصرم ارتفاعًا ملحوظًا بسبب التوترات السياسية في الشرق الأوسط، خاصة في ظل الهجمات على إيران، مما زاد من اهتمام المستثمرين بالمعدن النفيس باعتباره ملاذًا آمنًا. تأتي هذه التطورات مع تحركات متصاعدة في أسعار الذهب الفوري، حيث ارتفعت بنسبة 1.3% وبلغت 3,452.80 دولار للأوقية، مسجلة مكاسب أسبوعية بلغت 4%، واقتربت من أعلى مستوى قياسي لها في أبريل عند 3,500.05 دولار.

الرد الإيراني وتأثيره على أسعار الذهب

علق دانييل بافيلونيس، كبير استراتيجيي الأسواق في شركة “آر جيه أو فيوتشرز”، قائلاً إن حالة الترقب لرد الفعل الإيراني تساهم في إبقاء أسعار الذهب مرتفعة. وقد عززت بيانات التضخم الأمريكية الضعيفة الآمال بتحقيق خفض في أسعار الفائدة، مما جعل الذهب أكثر جاذبية كملاذ آمن خلال الاضطرابات السياسية والاقتصادية، وكذلك في فترات الفائدة المنخفضة.

توقعات بارتفاع أسعار الذهب

أكدت مؤسسة جولدمان ساكس توقعاتها بوصول سعر الذهب إلى 3,700 دولار للأوقية بحلول نهاية 2025، وإلى 4,000 دولار منتصف 2026، حيث تتفق هذه التوقعات مع آراء بنك أوف أمريكا الذي حدد نفس المستويات للعام المقبل. تُعتبر هذه التوقعات دليلاً على ثقة الخبراء في استمرار صعود أسعار الذهب في المستقبل القريب.

أسواق الذهب الكبرى والتحديات في آسيا

رغم المكاسب الكبيرة في الأسواق العالمية، يشهد الطلب الفعلي على الذهب في الأسواق الكبرى في آسيا تراجعًا، لاسيما في الهند، حيث تخطت الأسعار حاجز 100,000 روبية للأوقية، وهو ما يُعد مستوى مرتفعًا يُثني العديد من المتعاملين عن الشراء. يشير هذا الاتجاه إلى وجود بعض التحديات في السوق الآسيوية، رغم قوة الأسعار على مستوى العالم.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

بالإضافة إلى الذهب، شهدت الفضة ارتفاعًا في الأسبوع الماضي بنحو 0.9% رغم تراجعها في آخر أيام التداول بنسبة 0.3%، لتصل إلى 36.27 دولار للأوقية. وعلى مدار الأسبوع، ارتفع البلاتين بنسبة 4.8% إلى 1,219.03 دولار، رغم انخفاضه في الجلسة الأخيرة بنسبة 5.9%، بينما شهدت أسعار البلاديوم انخفاضًا بنسبة 1.1%، ليغلق عند 1,041.51 دولار.

مع استمرار الأوضاع السياسية غير المستقرة، والاستراتيجيات المتوقعة لأسعار الفائدة، يظل الذهب محور اهتمام المستثمرين كخيار آمن، وهو ما يجعل التوقعات المرتقبة لمكاسب الذهب في المستقبل حقيقية، تعززها الظروف السائدة في الأسواق المالية.