التوتر الإقليمي يرفع أسعار النفط إلى أعلى مستوى في يوم واحد منذ 2022

قفزت أسعار النفط بأكثر من 7% عند تسوية تعاملات أمس، مسجلة أكبر ارتفاع لأسعار النفط اليومي منذ عام 2022، إذ ساهمت المخاوف من انقطاع إمدادات الطاقة في الشرق الأوسط بعد المواجهات بين إسرائيل وإيران في هذا الارتفاع. في هذا السياق، ارتفعت أسعار النفط للعقود الآجلة لخام برنت بنسبة 7.02%، لتغلق عند 74.23 دولارًا للبرميل، وذلك بعد وصولها خلال الجلسة إلى مستوى 78.50 دولارًا، وهو الأعلى منذ 27 يناير الماضي

أسعار النفط

فيما شهد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي زيادة بلغت 4.94 دولارًا، أي بنسبة 7.26%، حيث استقر عند 72.98 دولارًا عند التسوية، بعد أن لامس مستوى 77.62 دولارًا، وهو أعلى مستوى يصل إليه منذ 21 يناير. تعتبر هذه الزيادات واحدة من الأوقات النادرة التي شهدت فيها أسعار النفط ارتفاعات كبيرة في يوم واحد منذ فبراير 2022، والذي شهد ارتفاعات ناجمة عن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، مما أحدث تأثيرًا عالميًا على أسعار الطاقة

المكاسب الأكبر منذ ثلاث سنوات

يعود السبب الرئيسي لزيادة أسعار النفط الأخيرة إلى إعلان إسرائيل عن هجمات استهدفت منشآت نووية إيرانية ومواقع تصنيع الصواريخ الباليستية، إضافةً إلى عدد من القادة العسكريين الإيرانيين. يأتي ذلك وسط تحذيرات متزايدة من أن هذه العمليات قد تكون جزءًا من خطوة طويلة الأمد لإيقاف جهود طهران النووية. في المقابل، قامت إيران بشن هجمات صاروخية ردًا على ذلك، ما أسهم في زيادة التوترات في المنطقة

التوترات الجيوسياسية والهجمات

تفاعل المجتمع الدولي مع هذه الأحداث، حيث دعا الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إيران إلى التفاوض حول برنامجها النووي، محذرًا من “هجمات مقبلة” قيد التخطيط. وعلى الرغم من تصاعد التوترات، أكدت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط أن عملياتها لم تتأثر بشكل كبير ومازالت مستمرة بشكل طبيعي

مضيق هرمز وخطر تضرر الإمدادات

تزيد الأحداث الراهنة المخاوف من تأثير التوترات على حركة النفط عبر مضيق هرمز، الذي تمر عبره كمية ضخمة من الطاقة تقدر بنحو 18 إلى 19 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل خمس الإمدادات العالمية. وعلى الرغم من هذه المخاوف، لم تُظهر التقارير حتى اللحظة تعطل الإمدادات. صرح أولي هانسن، المحلل لدى ساكسو بنك، أن المنشآت لم تتعرض لأضرار مباشرة بفعل الضربات، موضحًا أن خطر انقطاع الإمدادات لا يزال محدودًا، ما لم يشمل النزاع أطرافًا دولية أخرى مثل الولايات المتحدة

التوترات الجيوسياسية التي تؤثر على أسعار النفط تزيد من الضغوط على الأسواق والاقتصادات العالمية، وتؤكد الحاجة إلى حلول دبلوماسية لتجنب تفاقم الأوضاع. يتوجب على الدول المعنية العمل من أجل استقرار الأسواق ودعم نظام الطاقة العالمي لضمان عدم تعثر الإمدادات