النفط يحقق قفزة قياسية جديدة وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران

ارتفع سعر النفط بشكل ملحوظ مع تزايد التوترات في الشرق الأوسط بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران، حيث أثرت هذه التوترات على توقعات إمدادات النفط العالمية رغم أن البنية التحتية النفطية لم تتضرر حتى الآن، إلا أن الأسواق لا تزال تشعر بالقلق بشأن تصاعد الأزمة ومدى تأثيرها على الإمدادات.

تأثير أسعار النفط العالمية على الأسواق

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا كبيرًا، حيث بلغ سعر خام برنت تسليم أغسطس 74.23 دولارًا للبرميل، بزيادة 7%، مما يجعله أكبر مكسب يومي منذ عام 2022، وأسهم أيضًا في تحقيق مكسب أسبوعي يقارب 11.7%. وارتفع سعر خام النفط الأمريكي ليصل إلى 72.98 دولارًا للبرميل، محققًا مكاسب أسبوعية تجاوزت 13%، هذه الارتفاعات تذكرنا بالتقلبات العنيفة التي شهدتها أسعار الطاقة خلال الأحداث الجيوسياسية مثل الغزو الروسي لأوكرانيا، وجاءت الهجمات الإسرائيلية على المنشآت الإيرانية لتزيد من حدة القلق بخصوص السلامة في المنطقة وتهديد استقرار الإمدادات النفطية.

هجمات إسرائيل على المواقع الإيرانية أثارت اهتمام واسع في الأسواق، حيث صرحت إيران برد قاس، بينما دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لطهران للتفاوض بشأن برنامجها النووي؛ فيما أكدت شركة النفط الوطنية الإيرانية استمرارية عملياتها بشكل طبيعي دون تأثر في مرافق التكرير والتخزين.

موقع مضيق هرمز وتأثيره على أسعار النفط

المحللون أشاروا إلى أن الأسواق قد شهدت ردود فعل عاطفية في البداية، لكن هذه الردود هدأت حين تبين أن المواقع المستهدفة ليست من الأصول النفطية الحساسة، حيث أكد فيل فلين، كبير محللي برايس فيوتشرز، أن الخوف غالبًا ما يسبق الحدث الفعلي في مثل هذه الأزمات، وما زالت الأنظار موجهة نحو مضيق هرمز باعتباره أهم ممر لشحن النفط عالميًا، حيث يتم من خلاله نقل 20% من احتياجات العالم النفطية.

منصة ترادو عبر نيكوس تزابوراس أشارت إلى أن الخطر الأكبر يكمن في أي تعطيل قد يحدث في مضيق هرمز، وقد تجنبت الهجمات الإسرائيلية حتى الآن مواقع مثل جزيرة خرج التي تشكل 90% من صادرات النفط الإيرانية إلا أن بيم هوف من سوسيتيه جنرال حذر من احتمال التصعيد الذي قد يدفع الأطراف إلى ضرب المواقع النفطية الحيوية كرد فعل متبادل في سيناريو وصفه بـ”الطاقة مقابل الطاقة”.

جدول أسعار النفط والمكاسب الأسبوعية

هذا الصعود في أسعار النفط يعكس تأثير التوترات الجيوسياسية على الأسواق، ويبرز أهمية الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لضمان توازن الإمدادات عالميًا، ومع استمرار المخاوف من تصاعد النزاعات، يتوقع الخبراء استمرار لتقلب الأسعار والنظر بجدية إلى أي تطورات قادمة قد تؤثر على الإمدادات النفطية الرئيسية.