«ارتفاع مفاجئ» الذهب يتأثر بالتصعيد بين إسرائيل وإيران وكيف تفاعل الأسواق

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا بعد أن قامت إسرائيل بشن ضربات جوية على مواقع نووية إيرانية، مما أثار قلقاً واسعاً حول احتمال اندلاع صراع إقليمي، حيث يفضل المستثمرون البحث عن الأمان في الذهب خلال الأزمات الاقتصادية والسياسية، ارتفعت الأسعار بنسبة 1.8%؛ مما يعكس مكانة الذهب كملاذ آمن في ظل التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، وتوقعات بردود فعل من قبل إيران، سيدة المنطقة في القوة والتأثير.

الذهب ومكانته في الأسواق العالمية

يمثل الذهب حجر الأساس في صناعة الاستثمار العالمي، حيث لجأ المستثمرون إلى شرائه كوسيلة للتحوط من المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية، وتجدر الإشارة إلى أن سعر الذهب قد ارتفع بنسبة تزيد على 30% هذا العام؛ نتيجة للسياسات الاقتصادية المتقلبة، بما في ذلك السياسات التجارية العدوانية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بالإضافة إلى توترات جيوسياسية مثل الوضع في أوكرانيا، ومن المتوقّع أن تبقى هذه السيولة ثابتة مع ظهور بيانات ضعيفة للتضخم والوظائف الأمريكية، مما قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة.

الأسعار الحالية للذهب وتأثير الضغوط الجيوسياسية

في الوقت الحالي، يُقدر سعر الذهب بأقل من 60 دولارًا مقارنةً بسعره القياسي الذي بلغه في أبريل الماضي والبالغ 3,500.10 دولار للأوقية، وتصاعدت المخاطر الدولية مع حديث إيران عن رد فعل محتمل ضد الولايات المتحدة وإسرائيل بعد الضربات، وهو الأمر الذي يعزز من جاذبية الذهب كاستثمار آمن، حيث يشكل الذهب في هذه الأوقات المضطربة الوسيلة المثلى للحماية من التضخم والتقلبات.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب والنحاس

تتواثر أسعار المعادن كالذهب والنحاس بشكل كبير بناءً على الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية، حيث أن النحاس، الذي يُعتبر مؤشرًا موثوقًا على النمو الاقتصادي والتجارة، انخفض بنسبة 0.6% ليستقر عند 9,645 دولارًا للطن المتري، ممارسة لضغوط متزايدة تأتي من مخاوف النمو العالمي؛ كما دعم الطلب القوي من البنوك المركزية والمؤسسات السيادية على الذهب الأسعار في السوق؛ كما يساهم استغلال الذهب كأداة تحوط من الديون في ارتفاع الطلب عليه.

ردود الفعل العالمية تجاه تصاعد الخطر الإيراني

تعدّدت التصريحات السياسية الدولية حول الهجمات الإسرائيلية على إيران، ومن ضمنها تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن الولايات المتحدة لم تكن متورطة بتلك الهجمات، لكنها قد تكون هدفًا لإيران في رد فعلها المستقبلي، وبهذا الصدد، حذّر الخبير الاستراتيجي في ساكسو كابيتال، شارو تشانانا، من أن الرد الإيراني قد يستهدف القواعد الأمريكية؛ مما يزيد من حالة الغموض، وقد يشكّل ذلك تحفيزاً لتدفقات الاستثمار إلى الذهب كملاذ آمن.

توجهات الأسواق المالية بعد الهجمات

من جهة أخرى، جاءت ضربات إسرائيل ضد المواقع النووية الإيرانية بعد تحذيرات نتنياهو المتكررة من إيران العضو في منظمة أوبك، وهذا التصاعد في الأحداث يُعتبر عاملًا أساسيًا وراء ارتفاع قيمة الذهب، حيث أدت هذه الضربات لتأجيل المفاوضات النووية التي كان من المقرر إجراؤها في عُمان بين الولايات المتحدة وإيران، وقد أطلقت إيران 100 طائرة مسيّرة كجزء من ردها وفقًا لما أفادت به إسرائيل، وقتل في الغارات قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي ورئيس أركان القوات المسلحة محمد باقري.

الجدول الزمني لهذا الصراع وتأثيره على الاقتصاد